لا كعكة من أجلك؟
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

لا كعكة من أجلك؟

السؤال:
ما هو المنظور الكتابي للوقائع الحديثة الخاصة بمتاجر بيع الكعك، وباقات الأزهار، ومكاتب التصوير في تقديم الخدمة للمثليين؟
الإجابة:

نتذكر جيدًا اليوم مقولة صانع الحساء النازي (Soup Nazi) الهزلية: "لا حساء لك"، التي ذُكرت في الحلقة رقم 116 من المسلسل الكوميدي سينفيلد الذي عُرض على قناة NBC في الولايات المتحدة في الثاني من نوفمبر عام 1995 م. في تلك الحلقة، شعر صانع الحساء النازي بالإهانة بشأن تعليقات قيلت على حسائه، فقال لمن أهانه: "لا حساء لك." وقد كان المشهد ممتعًا ومضحكًا لأقصى حد.

لكننا ذهبنا إلى مدى أبعد من العبارة الساخرة "لا حساء لك" التي قالها صانع الحساء النازي في التلفاز إلى عبارة جادة للغاية موجودة في مجتمعنا اليوم وهي: "لا كعكة لك." هذا ليس بمزاح. لقد رفض جاك فيليبس صاحب متجر الحلوى بمدينة دنفر أن يصنع كعكة لحفل زفاف مثلي. كما رفض المصوران إيلين وجوناثان هوجويني بمدينة البوكيرك تصوير احتفال النطق بالعهود لمثليين من الإناث في عام 2006 م. كما خسرت الجدة والمعمدانية الجنوبية بارونل ستوتزمان التي تقيم بواشنطن تجارتها بسبب رفضها أن تعد باقات الزهور لصديق مثلي.

يبدو أولئك مؤمنين جديرين بالاحترام، كان كل منهم يدير تجارة أمينة، وقد اتخذوا قرارات مبنية على حرية عبادتهم وضميرهم. فقد آمن كل منهم أنه يقوم بالأمر الصائب، أي الشئ الوحيد الذي ينبغي فعله وفقًا لإيمانهم، كما تراءى لهم في حينها. لكن كما نرى، يوجد الكثير من الجدل في الوقت الحالي بشأن صنع المؤمنين للكعك، وبيع باقات الزهور، والتقاط الصور للمثليين الجنسيين. البعض يؤكدون على أن حرية عبادة شخص ما تنتهك الحريات التي يعرفها ويفهمها شخص آخر. وهذا يثير في جميع أنحاء العالم التساؤلات، والقلق، والجدل.

بالطبع فإن الكعكة أيضًا لا تخدم بالضرورة كلا الطرفين، فقد اتصل موقع شعيبات الالكتروني بثلاثة عشر خباز مثلي طالبًا منهم أن يخبزوا له كعكة مكتوب عليها: "الزواج المثلي خاطئ."، وهو أيضًا قيل له: "لا كعكة لك" ثلاث عشرة مرة.

ما هو المنظور الكتابي؟ وهل يوجد أكثر من منظور؟ كما سنرى فيما يلي، فإن إجابتي على هذا السؤال مليئة بالأسئلة الأخرى.

المثلية الجنسية خطية، ضمن خطايا أخرى:

المثلية الجنسية خطية (تكوين 19: 1-13؛ لاويين 18: 22؛ 20: 13؛ رومية 1: 26-27)، لا شك في هذا. انظر "الحب بين نفس الجنس" بالأسفل. ويقول رومية 1: 26-32 أن المثلية الجنسية ليست خطية فحسب، بل هي دينونة من الله، وأنها تستحق الموت. وقد كتب بولس في 1 كورنثوس 6: 9-11 الآتي:

أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُور (في الترجمة الإنجليزية: ولا رجال يمارسون المثلية)، َلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا.

وكما يمكن أن نرى مما سبق، لقد وضع بولس خطية المثلية ضمن خطايا أخرى عديدة: 1) الزناة، 2) عبدة الأوثان، 3) الفاسقون، 4) المثليون، 5) السارقون، 6) الطماعون، 7) السكيرون، 8) الشتامون، 9) الخاطفون. ولاحظ أن المثلية لم توضَع في أعلى القائمة، بل في حقيقة الأمر هي آخر خطية جنسية مذكورة في قائمة بولس. هي خطية شنيعة، "نعم،" لكنها ليست أشنع من الزنا أو الفسق، فجميعها يدينها الله (تكوين 19: 24-25؛ لاحظ أن خراب سدوم لم يكن فقط لأجل خطية المثلية، بل لأجل خطايا أخرى أيضًا، تكوين 19: 8؛ حزقيال 16: 49-50). فإن كل خطية من هذه الخطايا تستوجب الموت (رومية 6: 23).

ولكن ليست هذه هي القضية المطروحة أمامنا اليوم، بل القضية هي بما أن المثلية خطية، فأي تصرف أو رد فعل ينبغي أن نتخذه نحن المؤمنون حين نأتي إلى مواجهة مع شخص مثلي، أثناء إدارتنا لتجارة مؤسسة على مبادئ مسيحية؟ وكيف لنا إذًا أن نحصل على معيشتنا؟ وكيف لنا أن ندير أعمالنا؟

كما أن بعض الأسئلة الأخرى المقبولة في هذا السياق هي: (1) هل ترفض المخابز المسيحية أيضًا تقديم خدمة لمرتكبي باقي الخطايا؟ (2) ماذا إذا دخلت زانية معلومة الهوية إلى المتجر؟ (3) وماذا عن الرجل البدين الذي يدخل إلى المتجر محاولًا طلب كعكة؟ أليست محاباة (أي خطية) أن تنتقي خطية واحدة وترفض تقديم خدمة لهذه الفئة من الخطايا وليس الأخرى؟

أيضًا هل سنجري مقابلات واستجوابات قبل بيع باقة زهور؟ باعتباري محقق شرطة سابق، فأنا أعلم بالفعل بشكل قانوني الكثير من المعلومات حول الكثير من الأشخاص، ولهذا أعتقد أن متجر الكعك الخاص بي قد يُفتح ثم يُغلق في اليوم ذاته إن اتخذت منهجية الاستجواب. أليس من الأفضل لي أن أدير متجرًا، مجنبًا ما أعلمه بشأن عملائي؟ ففي النهاية أنا أعلم الكثير أيضًا عن نفسي ("أول الخطاة").

المسيح أكل مع الخطاة:

قبل أن نأتي إلى النص الذي نحن بصدده، ينبغي أن نذكر أن المسيح دُعي إلى عرس وذهب (يوحنا 2: 1-12). وقد جلب معه هدية، إذ صنع أول معجزة له محولًا الماء إلى خمر (يوحنا 2: 9). هل تساءل أحد في ذلك العرس إن كان الحاضرون مؤهلين لأن يشربوا هدية المسيح هذه؟ هل كرز المسيح برسالة بعنوان: "لا خمر لك؟" لا، لكنه فقط أجرى معجزة صانعًا أفضل أنواع الخمر لجميع من كانوا هناك، فقد أمد المسيح الجميع بالخمر، دون سؤال أو استجواب.

أرجو أن تنظر معي إلى مرقس 2: 13-17، فإن الغرض الرئيسي من هذا الجزء هو أن المسيح أكل مع العشارين والخطاة. وأين أكل المسيح هذه الوجبة المذكورة في إنجيل مرقس؟ أكلها في بيت لاوي مؤمن (مرقس 2: 15). هل أعطى اللاوي تعليمات لمن كانوا يخدمون "الخطاة" في بيته أن يسألوا الجميع هذه الأسئلة: "هل أنت زانٍ، أم نهم للطعام، أم ....؟" حسنًا لم يكن مضطرًا لفعل هذا إذ يصرح النص بوضوح أن عددًا لا بأس به من "خطاة معلومي الهوية" كانوا يأكلون الطعام المعد في بيت رجل مؤمن مع المسيح.

هذا النص يكشف لنا عدة أشياء جديرة بالذكر:

(1) ذهب "خطاة معلومو الهوية" إلى بيت رجل مؤمن.

(2) تم تقديم طعام إلى "خطاة معلومي الهوية" في بيت رجل مؤمن.

(3) لم يوبخ المسيح فعل خدمة "خطاة معلومي الهوية".

(4) أكل المسيح مع "خطاة معلومي الهوية".

(5) قام مرقس بتصوير هذه اللحظة زمنيًا من خلال كلماته، إذ لم تكن كاميرات التصوير قد صُنعت بعد.

(6) كان هدف المسيح هو رسالة الإنجيل.

(7) المسيح لا يمكن أن يخطئ، وهكذا بينما كان يتصرف على هذا النحو لم يكن يتساهل مع خطايا أولئك الخطاة، لكنه كان يدرك جيدًا بأنهم لا يزالون خطاة، وكان راغبًا في نشر رسالة الإنجيل، ولذلك كان في إمكانه أن يقبلهم كما هم في تلك اللحظة (رومية 5: 8).

يعد جزءًا من حل مشكلة الضمير هو توجيه ضمائرنا بشكل سليم!

الكرازة:

إلى أي مدى ينبغي أن نمضي في كرازتنا لربح شخص ما للمسيح؟ فقد علم بولس في مجامع يهودية، وأوصى بأن يختتن تيموثاوس حتى يتسنى له أن يخدم اليهود بأكثر فاعلية (أعمال الرسل 16: 1-3). ألا يساعد والدان مؤمنان ابنتهما غير المتزوجة خلال مشكلة حمل ويعيلانها لاحقًا إلى حد ما؟ لماذا؟ لأجل المسيح! فهما يحبان ابنتهما بالرغم من خطيتها.

هل يمكن أن نصل إلى درجة صنع كعكة، أو بيع باقة زهور، أو التقاط صور زواج مثلي لأجل الكرازة – أي لأجل المسيح؟ إلى أي حد يمكن أن نصل في محبتنا لشخص آخر وهو بعد في خطاياه وبالرغم منها؟ إجابة هذا السؤال هامة. وربما يصيغها لنا كلينت إيستوود هكذا: "على المؤمن أن يعرف حدوده."

وبالحديث عن أسوأ وأشنع الخطايا، نرى المسيح يأكل مع يهوذا (يوحنا 13: 18) الذي أسلمه (لوقا 22: 47-48). فقد كانت خطية يهوذا غير قابلة للإصلاح (يوحنا 17: 12). لاحظ أن الطعام قد قُدم للمسيح ويهوذا على المائدة ذاتها في بيتٍ ما (متى 26: 18). وأعتقد أننا يجوز أن نقول أنه كان بيت رجل مؤمن (البعض يعتقدون أنه كان بيت مرقس أو بيت أبيه).

التساهل مع الخطية وتمكينها:

لنقل أني أملك متجرًا لبيع الأسلحة النارية، فيدخل أحدهم ويقول لي: "أنا في حاجة لأن أذهب لإطلاق النار على شخصٍ ما." ففي هذه الحالة، إن بعته سلاحًا فأنا أسهل له خطية القتل وأمكنها. فإن بعته السلاح عالمًا ما سيفعله به حينئذ أكون أنا أيضًا مذنبًا بتهمة بالقتل. فببيعي السلاح لشخص ما أقر بأنه سيقتل به ليس أمرًا غير قانوني فحسب في الولايات المتحدة، بل هو أيضًا أمر فاسد كتابيًا.

أو التقاط الصور يسهل الاتحاد المثلي أو يتساهل معه بالدرجة نفسها؟ إن كان أحدهم يدفع مقابل خدمة ما، وليس مقابل الإمداد بالأداة التي يمكن فعليًا ارتكاب الخطية بها- فحينئذ ليس بالضرورة أن يكون متلقي المال متساهلًا مع الخطية المرتبطة بالخدمة المطلوبة. ففي حالة الزهور، والكعك، والتقاط الصور، فإن الاتحاد يمكن أن يتم دونها، فهي ليست سلاحًا في حد ذاتها. فإن السلاح بالنسبة للاتحاد هو الشخص الذي يجري المراسم –كالقس المسيحي، أو رجل الدين المسيحي الذي يصدر عقد الزواج، ...الخ، فبدون هؤلاء لن يتم العرس، ودونهم لا اتحاد.

فإن تقديم خدمة ما لشخص ما لا يعني بالضرورة التساهل مع كل ما يفعله هذا الشخص بخدماتك، فلا يمكن لأحد ضبط كل شئ والتحكم بما يتم استخدام كعكاته، أو زهوره، أو صوره فيه! بل في واقع الأمر، لا يمكن لملاك المتاجر حتى أن يتحكموا في كل الجوانب التي يحصلون منها على جميع مواردهم لإدارة تجارتهم. فهل يتتبعون آثار كل مورد للتأكد من وجود مصادر مسيحية له فقط؟ وكيف لهم أن يعلموا إن كان شخص معتنق للمسيحية مؤمنًا حقيقيًا أم لا؟

Wوماذا يقول بولس في 1 كورنثوس 5: 9-13؟

كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ.وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ! وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا. لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟ أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ.

يتحدث بولس عن عدم مخالطة المؤمنين المزعومين الذين يخطئون، لكنه مع ذلك يبين أيضًا أننا لا ينبغي أن نتوقف عن التواصل واجراء المعاملات مع الآخرين ممن هم خارج أبواب الكنيسة (أي في العالم)، بناء على خطايا معينة.

الضمير:

وماذا عن الضمير؟ جزء من حل مشكلة ضمائرنا هو توجيه ضمائرنا بصورة جيدة وسليمة! فنحن جميعنا نقف على مستويات مختلفة من النمو، أليس كذلك؟ ربما أشعر بالتبكيت بشأن أشياء تختلف (بسبب بعض الدراسات التي قمت بها، ..الخ) عما يبكت قارئي هذا الكلام، فإن الأمر يتعلق بالنمو في الروح، إذ أننا جميعًا لازلنا نتعلم، وفي بعض الأحيان يكون الدرس صعبًا.

ويصرح قانون إيمان وستمنستر، الفصل العشرون، عن الحرية المسيحية وحرية الضمير، في الفقرتين الأولى والثانية الآتي:

II. الله وحده هو رب الضمير، وهو قد جعله حرًا من تعاليم ووصايا البشر، المخالفة في أي شئ لكلمته، أو التي تضيف عليها، وذلك في شئون الإيمان أو العبادة. حتى أن الإيمان بمثل هذه التعاليم، أو طاعة مثل تلك الوصايا، بدافع الضمير، يعد خيانة لحرية الضمير الحقيقية. وتعد المطالبة بتصديق مطلق وطاعة مطلقة وعمياء هو تدمير وتخريب لحرية الضمير وللمنطق أيضًا.

III. أولئك الذين، تحت ذريعة الحرية المسيحية، يمارسون أي خطية، أو يراعون أي شهوة، يخربون بهذا الغرض من الحرية المسيحية، والذي هو أننا، منقذين من أيدي أعدائنا، نتمكن من أن نعبد الرب بلا خوف، بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.

يعد الضمير هامًا للغاية. فما الذي سيرغب أن يحصل عليه عاملو التنظيف الجاف لتنظيف الأغطية البيضاء لعضو ما من جماعة KKK [المترجم: جماعة متطرفة من البيض مختصة بقتل أصحاب البشرة السوداء وأعمال العنف العنصرية] سيستخدمها في حملته التالية؟ الغالبية، كمسألة ضمير، لن يرغبوا حتى في لمس هذه الأغطية، فكم بالأحرى تنظيفها.

إن الزواج هو علاقة عهد أمام الله، والزواج الحقيقي، كتابيًا وبحكم تعريفه، يمكن فقط أن يكون بين ذكر وأنثى (تكوين 2: 15-25). فإن الله لا يصدِّق على "الاتحاد" بين شخصين من نفس الجنس، ولا يمكن اعتبار هذا الاتحاد "زيجة" حقيقية أمام الله (الاتحاد هو اللفظ الصحيح). فهو يعد خطية أمام الله، ويجلب دينونته على عضويه من نفس الجنس (تكوين 19: 24-25).

إن المؤمنين يوصون بأن يبغضوا ما يبغضه الله (مزمور 97: 10؛ أمثال 8: 13؛ رومية 12: 9). وكما أن الله يبغض الخطايا الأشنع أكثر من بغضته للخطايا الأقل حدة، ألا ينبغي لنا نحن أيضًا أن نفعل هكذا؟ وتوجد في كلمة الله القليل من الإشارات إلى بغضة الآخرين (مزمور 26: 5؛ 31: 6؛ 119: 113؛ 139: 22، وانظر أيضًا بالأسفل "مزامير الويلات والدينونة"). ولذلك، فإن سبب بغضة المؤمنين لخطية المثلية مفهوم كلية. فأنا أبغضها أيضًا! لكن على المؤمنين أن يبغضوا جميع الخطايا – وخاصة خطاياهم هم أنفسهم! (لوقا 6: 42؛ انظر أيضًا مزمور 139: 23-24).

لكن هل يعني بغضة الخطية بغضة جميع الناس؟ تذكر أن المسيح كان في شركة مع يهوذا وأكل معه لمدة ثلاث سنوات، وكان يهوذا سيسلم المسيح لاحقًا. على المسيحي أن ينتبه جيدًا في هذا الأمر، إذ أننا ينبغي أن نحب أعداء الصليب على قدر استطاعتنا. انظر "الله يبغض ..." بالأسفل.

ربما أضيف أيضًا أني لا أعتقد أن هذا الموقف يتعلق بالضرورة بالبشر، بل بنوع الخدمة. وفي توجيهنا لضمائرنا بشكل سليم، أعتقد أن الحجة المعقولة التي يمكن ذكرها أن المشكلة تكمن في طبيعة العمل وليس طبيعة العميل. فإن الخبازين سيبيعون كعكة عيد الميلاد لأناس مثليين، لكن لن يبيعون كعكة زفاف مثلية لأناس مستقيمين. بمعنى آخر، فهم لا يتحيزون ضد البشر، لكنهم ببساطة لا يقدمون المنتج الذي يريده هؤلاء.

وهكذا لابد من فحص هذه القضية أولًا في ضوء كلمة الله. فهي لابد أن تكون خاضعة لصلاة وصوم، ولإقناع الروح القدس. وإن فعلت كل هذا بصدق وإخلاص (ولابد أن تستمر في فعله)، وظل تقديم خدمة ما لشخص مثلي انتهاكًا لضميرك، فيما يخص بيع باقات الزهور، أو الكعك، أو التقاط الصور لحفل زفاف، اذًا لا ينبغي حقًا أن تقوم بها. وهل بالفعل، كما أرجو، تمثل كل خطية انتهاكًا لضميرك؟ على صعيد آخر، إن أمكنك أن تعتبر هذا مخالطة للعشارين والخطاة لأجل نشر رسالة الإنجيل، كما فعل يسوع، اذًا اصنع الكعكة.

بعض الأفكار الختامية:

توجد الكثير من الأشياء التي ينبغي التفكير والصلاة بشأنها قبل البدء في تجارة مسيحية أو الاستمرار فيها. قد يكون من الحكمة أن تستشير راعي كنيستك، أو محامٍ، أو حتى عالم دستوري في القانون قبل أن تفكر في البدء في هذه التجارة.

إن القانون في الولايات المتحدة في الوقت الحالي محدد وواضح للغاية، فلا يجب أن يرفض أحد تقديم خدمة لشخص مثلي إن كان يدير تجارة عامة. وفي حين لا أتفق مع القانون في معاقبته لأحد على إيمانه، إلا أن هذا هو القانون في الوقت الحاضر. نعم هذا القانون في حاجة إلى التغيير، فلا ينبغي على المؤمن المسيحي أن يُكرَه على انتهاك أخلاقياته المسيحية لكي يدير تجارته، بل ينبغي أن يكون حرًا في العمل مع من يرغب في العمل معه.

البعض سيختارون أن يتخذوا موقفًا بناء على هذا المبدأ. في رأيي، حسنًا يفعلون!! لكن حين يتخذون هذا الموقف عليهم أن يكونوا على استعداد لتحمل عواقب تصرفهم (وسيتحملونها بالفعل). وهذا سيتطلب إيمانًا وصلاة.

على الرغم من أني لم أنته بعد من فحصي واستكشافي لهذا الموضوع، لكني بشكل شخصي لا أعتقد أننا حين نقدم خدمات لأجل اتحاد مثلي (مثل باقات الزهور، والكعك [دون مقولات مثلية، أو رموز، أو رسوم قوس قزح، ..الخ]، والتقاط الصور)، فنحن بالضرورة- في كل موقف- نتساهل مع هذا الاتحاد. وفي حين أن المؤمن الحقيقي لا ينبغي له على الإطلاق أن يقدم هذه الخدمات لمؤمن "اسمي" مثليّ (1 كورنثوس 6: 6-9). لكن في رأيي، يمكنه أن يظهر ببساطة للمثلي، وليس للمؤمن الاسمي، محبة الله في أن يمشي معه للميل الثاني (متى 5: 41). فقد أحبنا المسيح ونحن بعد في خطايانا، ألا ينبغي لنا نحن أيضًا أن نحب الآخرين بالطريقة ذاتها؟ (رومية 5: 8). أعتقد أن هذه فرصة كي نظهر رأفتنا بأعدائنا في عظة حقيقية، كما علم المسيح في متى 5: 42-48:

مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. . سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ... وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.

كيف يمكنني أن أفعل هذا؟ كيف يمكن أن أحب شخصًا آخر هكذا؟ إن متجري للخدمات المتكاملة (للكعك [دون مقولات مثلية، أو رموز، أو رسوم قوس قزح، ...الخ]، والزهورـ والصور) ممتزج بملاحظات لاهوتية، قبل وأثناء وبعد الحدث. هذا ليس خيارًا بالنسبة لي، بل هذا أنا فقط، وهذا جزء من شخصيتي. فأنا أعاني من متلازمة جيجو (GIGO Gospel In, Gospel Out) [أي شهيق وزفير الإنجيل]. فأنا بشكل ما (بحسب شخصيات السامعين) سأحاول أن أنقل الحق التالي "على مدار فترة زمنية" إلى "الزوجين المثليين."

لقد جاء المسيح "لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10)، وفي أثناء فعله هذا، لم يكن دائمًا مقبولًا من قبل النخبة المتدينة، بل اتهم من قبل الناموسيين بأنه "أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ" (لوقا 7: 34). قد أعاني من تداعيات وردود أفعال من كنيستي وما إلى ذلك لما أوشك أن أفعله، لكن وعلى الرغم مما قد يعتقدونه بشأني، سأقدم الخدمات التي طلبوها بفرح! وربما أفكر حتى في عمل خصم، حتى يتسنى لي أن أفتح الباب لعدد أكبر من الفرص الكرازية.

ثم سأحاول بلباقة البحث عن وسيلة لتسليط الضوء على نص مرقس 2: 13-17، وتطبيقه على هذا الموقف لأبين لهم كيفية وصولي إلى مثل هذا القرار الصعب. وإليك بعض الأفكار:

(1) على الرغم مما تعتقده النخبة الدينية، لكن المثليين مرحب بهم إلى أقصى حد في متجري في أي وقت (1 كورنثوس 5: 9-13). فالكل مرحب به.

(2) سأقدم لهم الطعام في متجري بينما نتحدث، أو في بيتهم (أو بيتي)، أو في أي مناسبة. فقد كانت فكرة المسيح (يوحنا 6: 5) هي أن يطعم خمسة آلاف (يوحنا 6: 1-19)، وهو يعلم ما بداخل قلوب الجميع (متى 9: 4؛ متى 2: 8). لاحظ أنه ربما كانت هناك أيضًا العديد من الأزهار في ذلك الحقل حيث أطعم المسيح الخمسة آلاف.

(3) سآكل معهم (مرقس 2: 16؛ لوقا 15: 2).

(4) سألتقط صورًا للحدث، بما أن مرقس قدم لنا صورة ضوئية عن هذا في كلمة الله بأن أعطانا روايته المكتوبة في مرقس 2: 13-17. لكني سأشرح في لباقة أن هذه الصور تلتقط خطية قيد التنفيذ، إذ أن الله يبارك فقط زواجًا يتم بحسب تصميمه وتعيينه. بالطبع ليس الله في حاجة إلى صورة كي يعرف بها خطايانا (عدد 32: 23)، وهكذا، فإن صور الزواج هي عبارة عن جزء من دليل إدانتهم على خطاياهم!

(5) سأقوم بتوريد باقات الزهور لهذا الاتحاد. فقد خلق الله هذا الجمال (تكوين 1: 1 -2: 4)، ولابد أن الجنة قبل السقوط كانت رائعة الجمال. ولكني سأخبرهم أيضًا أن الله خلق أيضًا جمال هذين اللذين يتم الزواج الحقيقي فعليًا بينهما – أي الرجل والمرأة (تكوين 1: 26-27؛ 2: 15-25؛ رومية 1: 26-27). وقد تم هذا في الخلق! وهكذا، في كل مرة يرون باقات زهورهم في صورة ما سيتذكرون أنهم يسلكون خارج نظام الله المخلوق الرائع – مطرودين من جنته الرائعة (تكوين 3: 24). وهكذا، فإن اتحادهما يفتقر في النهاية إلى بركات تصميم الله الكامل والرائع.

(6) في حين أني لا أتساهل مع خطية المثلية، ومع إدراكي بأنهم بعد خطاة، فأنا سأقبلهم بطريقة مسيحية كما هم الآن (رومية 5: 8).

(7) هدفي سيكون هو رسالة الإنجيل من خلال توصيل حق المسيح.

وقد يسير حال متجر الزهور اللاهوتي الخاص بي بشكل جيد أو لا. ولكن الغرض هو أني سأحاول نشر رسالة الإنجيل بطريقة بسيطة.

لا ينطبق الاستنتاج السابق بالضرورة على الكنائس والرعاة.

وفقًا لكلمة الله، على رعاة الكنائس المسيحيين ألا يعقدوا اتحادًا بين المثليين من نفس الجنس (ولا أن يصدر لهم رجال الدين المسيحيون عقود زواج)، إذ أنهم لا يستوفون متطلبات الله لهذا الزواج: "ذكر وأنثى يكونان جسدًا واحدًا،" وليس ذكر وذكر، أو أنثى وأنثى (تكوين 1: 26-27؛ 2: 15-25؛ رومية 1: 26-27). فإن الزواج هو "فريضة الخلق" الذي صممه وأسسه الله، وليس الكنيسة. وهكذا فإن الكنيسة، أو الراعي، أو شعب الكنيسة، أو الزوجين المعنيين، لا يملكون الحق أو السلطة لتغيير جنس الزوجين المعنيين (متى 19: 4-6). فإن عقد مثل هذه الزيجة أو حتى السماح بوقوعها على أرض الكنيسة (الجنة كانت هي الكنيسة الأولى، انظر "كنيسة العهد القديم/ العهد الجديد" بالأسفل) سيكون انتهاكًا للاتفاق العهدي بين الله وشعبه، ومثل هذا الانتهاك سيجلب في عدلٍ لعنات العهد من قبل الله على الراعي الذي يعقد مثل هذا الزفاف. فإن الراعي حينئذ سيكون هو السلاح الذي أشرنا إليه في مثل سابق لمحاولة قتل ناموس الله (انظر فيما سبق "التساهل مع الخطية وتمكينها")، فهو بهذا يمكن الخطية ويتساهل معها.

فإن الكنيسة، على خلاف هيلاري كلينتون التي تتبنى الرأي القائل: "على المعتقدات الدينية والتحيزات الهيكلية أن تتغير" (قمة نساء في العالم في 23 أبريل عام 2015 م)، لابد أن تثبت ولا تغير معتقداتها وإلا لن تصير بعد كنيسة. فإن تغيرت، لن تعود قادرة على السجود لله "بالروح والحق" (يوحنا 4: 24).

روابط ذات صلة:

الحب بين نفس الجنس؟
ضد استمرار الالتزام الناموس والمثلية الجنسية؟
هل المثلية الجنسية السلبية مسموح بها في الكتاب المقدس؟ - 1 كورنثوس 6: 9
ترجمة كوين جيمس للكتاب المقدس؟
المثلية الجنسية وغلام قائد المئة؟
هل يمكن لممارسي الجنسية المثلية أن يذهبوا إلى السماء؟
هل كان داود مثليًا؟ - 1 صموئيل 18: 1-4
المثلية الجنسية أم عدم الضيافة؟ - تكوين 19: 5
إشعياء والمثليين؟ - إشعياء 56: 3
الله يبغض ...
مزامير الويلات
كنيسة العهد القديم/ العهد الجديد

أجاب على هذا السؤال: د. جوزيف ر. نالي

الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.