مجد الله والتكليف الحضاري
السؤال:
لماذا أعطى الله التكليف الحضاري للبشرية؟
الإجابة:
لقد أعطى الله التكليف الحضاري للبشرية ببساطة حتى يمتلئ العالم، أي تمتلئ الخليقة من مجده. نرى صورة للخليقة على أنها تُشبه بناء بيت، وكأنها هيكل قديم. وعندما يُبنى الهيكل، فالإله الذي أمر ببنائه يسكن فيه. وهكذا، فإن المنظور الكتابي للخليقة هو أن الأرض كلها قد صُنعت لتكون مكان لسكنى الله، فيكون هيكلا مقدسا. ولكن، بدلا من وضع تمثال ليمثل الله في هذا الهيكل –تمثال طائر أو أسد أو ما شابه- وضع الله الرجل والمرأة كحاملي صورته. وبإعطائه للتكليف الحضاري، فقد كان الله يقول في الحقيقة: "أكثروا من صورتي، املأوا الأرض، وأخضِعوها، مارسوا سلطانكم عليها ككهنة". وبالتالي، فقد كان الهدف من التكليف الحضاري أن يمارس حاملي الصورة الإلهية سيادة الله على العالم المخلوق حتى تكون الأرض التي صنعها مكان لسكنى الله، بالضبط مثل مكان عرشه السماوية، والتي نرى لمحات عنه في مواضع مثل إشعياء 6، كان على الأرض أن تكون هكذا. وبالتالي، فليس أمر جديد أن يقول لنا العهد القديم على سبيل المثال، أن الأرض ستمتلئ من مجد الرب كما تغطي المياه البحر، لأن هذا كان التصميم الإلهي الأصلي لها. ونرى هذا في سفر الرؤيا أيضًا. نرى أنه لا يوجد هيكل في السموات الجديدة والأرض الجديدة، ولا شمس ولا قمر لأن الحمل والله هو هيكلها، ومجد الله هو نور الخليقة ليلًا ونهار. وهكذا، فبينما كان الهدف الأصلي أن يتم تحقيق هذا من خلال التكليف الحضاري للرجل والمرأة، حيث يثمرا ويتكاثرا ويملأ الأرض ويخضعانها، فإن الله يتمم التكليف، بالرغم من السقوط، بالمسيح كآدم الثاني وبطاعته وبجمعه شعبًا لنفسه، والذين سيكونون أمناءً ليتكاثروا ويملأوا الأرض في ظل الإرسالية العظمى.
يعد القس مايكل جي. جلودو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة بكلية اللاهوت المُصلحة بمدينة أورلاندو، بولاية فلويدا.