السماوات الجديدة والأرض الجديدة: الاستمرارية والانقطاع
السؤال:
هل ستزول السماوات والأرض الحاليتان كي تفسح المجال للسماوات الجديدة والأرض الجديدة؟
الإجابة:
انقسم المسيحيون عبر قرون حول ما إذا كانت السماوات الجديدة والأرض الجديدة هي نوع ما من التحديث السماوي لما لدينا بالفعل أم هي شيء جديد تمامًا، لأن تلك الموجودة حاليًا ستزول بالكامل. ويبدو لي أن سبب وجود هذا الجدل على الإطلاق هو وجود نصوص كتابية تبدو داعمة للرأيين، وهكذا يبدو الرأيان، بالنسبة لفكرنا نحن، متناقضين مع بعضهما البعض. وأشك في أن هذا يعود جزئيًا إلى أن الإعلان الموجود عن هذا يبدو من الخارج أنه من تلك الاعلانات التي يمكننا رؤيتها من كلمة الله بعين الإيمان فيما يخص ما ستبدو عليه الحالة الأخيرة، ولذلك نراها من وجهات نظر مختلفة. فإن كان تركيزك منصبًا على نظام هذا العالم الواقع تحت لعنة الخطية، والممتلئ بالموت، والذي هو في انحدار، أو باستخدام لغة الكتاب، هو في سبيله إلى أن يمضي، اذًا بالطبع ستتحدث وتفكر في الأمر من حيث خرابه وزواله. لكن على الصعيد الآخر، إن كان تركيزك منصبًا على كوننا سننال وجودًا جسديًا، ليس سماويًا أو غير مادي، بل وجودًا جسديًا، فأنت اذًا لن تتحدث عن الذهاب إلى السماء فحسب، بل عن سماوات جديدة وأرض جديدة، ستكون مختلفة تمام الاختلاف عما نختبره في الوقت الحالي، إذ، بالرغم من كل شيء، لن يكون هناك موت، أو ممارسة جنس، أو انحلال، أو شيخوخة. لكن في الوقت ذاته، أنت تريد أن تصف الأمر جسديًا، فإن جسد يسوع ما بعد القيامة هو بشكل ما متصل بجسده قبل القيامة لأنه لازال يحمل الندوب، أي آثار المسامير. وهكذا، مع وجود هذه الدرجة من الاستمرارية، يتحدث الكتاب المقدس اذًا عن تجديد في بعض النواحي أيضًا. وهذا يسبب لنا التوتر لأني أعتقد أن الواقع سيتجاوز أي شيء نعرفه، لكن سيكون علينا أن نقارب بين الفكرتين، أي زوال وخراب كل ما يمضي الآن، وتجديد ما لجوانب نتمتع بها بقدر ما هنا، وهذا التقريب ينبغي أن يكون بألفاظ وتعبيرات قابلة للفهم والإدراك.
يعد د. أ. كارسون أستاذ البحث في العهد الجديد بكلية لاهوت ترينيتي الإنجيليّة بمدينة ديرفيلد في ولاية إيلينوي.