القضاء الأزليّ في اللاهوت النظامي

إن عقيدة القضاء الأزليّ لله ضرورية لفهمنا للاهوت النظامي، لأنها العقيدة التي تساعدنا على تعريف وشرح سيادة الله، أن الله قد عين كل الأمور أيًا كانت لتحدث. فلا يوجد ما يُفاجئ الله. فالأمور تحدث بسبب قضاء الله المسبق. بالطبع، النقاط الفرعية لهذا الأمر والطرق التي ينفذ من خلالها قضائه هي من خلال أعمال خلقه وعنايته. وبالتالي، فالطريقة التي خلق بها العالم، والصفات التي أعطاها للعالم، والطريقة التي يضبط بها العالم ويحافظ على كونه ما هو عليه –الأرض تظل أرضًا، وتظل تدور في نفس الاتجاه، كما تعلم، كل هذه الأمور تبقى كما هي بحسب القضاء الأزلي لله- وفي عنايته الإلهية الطريقة التي يعمل بها الله داخل حياة شعبه وداخل خليقته حتى يجعلهم يسلكون بما يتناسب مع الطريقة التي خُلقوا عليها، وليحققوا أحكامه، وهذه هي الطريقة التي نفهم بها ممارسة الله لسلطته الكلية وتطبيقها في العالم. وهكذا، بسبب هذا الأمر، فإننا نؤمن أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله والمدعوون حسب قصده. لماذا يمكننا أن نؤمن بهذا الأمر؟ لأننا نؤمن بالقضاء الأزلي لله. يمكننا أن نقول إننا نعلم أن كل الأشياء ستعمل كما نراها في الكلمة. لماذا يمكننا قول هذا؟ لأننا نؤمن بالقضاء الأزلي لله. فالله لا يتمنى أن يدير العالم. لقد صمم الله العالم بالضبط كما هو، وهو يفعل كل ما قُصد أن يفعله، وهو يكون كل ما قُصد أن يكون لتعظيم مجده.