تناقض اذهبوا ولا تبرحوا
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

تناقض اذهبوا ولا تبرحوا

السؤال:
يقول إنجيل متى أن المسيح نفسه في صباح يوم قيامته (متى 28: 10) لاقى النساء العائدات من القبر الفارغ، وأعاد على مسامعهن ما كان الملاك قد أخبرهن به بالفعل، قائلًا: "اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي." لكن المسيح ظهر للتلاميذ لاحقًا، بحسب إنجيلي لوقا ويوحنا، في مساء ذلك اليوم. علاوة على ذلك، ذكر إنجيل لوقا أن المسيح منع التلاميذ من أن يبرحوا أورشليم حتى يحل الروح القدس، وكان هذا سيحدث بعد خمسين يومًا. إن كان إنجيل لوقا على حق، فإن التلاميذ لم يكن ينبغي أن يطيعوا أمر "اذهبوا" الذي أعطاهم إياه المسيح في إنجيل متى. وإن كان إنجيل متى على حق، فإن التلاميذ عصوا المسيح، إذ في وقت ما تركوا بالفعل أورشليم وانطلقوا إلى الجليل (متى 28: 16). كيف يمكن للمسيح أن يكون متناقضًا هكذا: "اذهبوا" و "لا تبرحوا"؟
الإجابة:

أولًا، نحتاج أن نفهم جيدًا أن الله لا يمكنه أن يكذب، وبما أنه لا يمكنه أن يكذب، فإن الأناجيل أيضًا لا تكذب علينا. ولذلك، لابد من وجود تفسير معقول ومنطقي لما تطلقون عليه تناقض "اذهبوا ولا تبرحوا".

ثانيًا، يذكر إنجيل متى ثلاث مرات أن بعض تلاميذ المسيح أخبروا أن يوافوه إلى الجليل بعد قيامته (متى 26: 32؛ 28: 7، 10). وفي متى 28: 16 نرى أن التلاميذ انطلقوا بالفعل إلى الجليل. وهكذا فقد كانت رغبة المسيح بالتأكيد أن يتقابل مع تلاميذه في الجليل، وقد أطاع تلاميذه، ولم يوبخهم المسيح على هذا.

لكن بحسب لوقا 24: 33-43، نرى أن المسيح أراد أيضًا أن يتقابل معهم في أورشليم، وهذان الموضعان يبعدان عن بعضهما البعض مسيرة حوالي ثلاثة أيام. ولا يستطيع أحد التواجد في الموضعين في الوقت ذاته، أليس كذلك؟ هل هذا يعد تناقضًا؟

التفسير المعقول والمنطقي لهذا هو أن المسيح تقابل مع تلاميذه بالفعل في كلا الموضعين، لكن في أوقات مختلفة. ويبدو أنه تقابل بالفعل في يوم القيامة (أي يوم الأحد) مع جميع التلاميذ (فيما عدا توما) في أورشليم تمامًا كما سجل لوقا ويوحنا كاتبا الإنجيلين (لوقا 24: 33-43؛ يوحنا 20: 19-25). ونلاحظ أن المسيح لم يوبخ تلاميذه لأجل ذهابهم إلى أورشليم.

ولابد أن نتذكر شيئًا وهو أن روايات قيامة المسيح تأتي من شهود عيان مختلفين. وقد كنت في السابق محققًا بالشرطة، واعتدت على جمع وبناء مسرح الجريمة وأقوال الشهود. فإن الناس يرون أشياء مختلفة من منظور مختلف. بل وقد يكون لدى البعض بالفعل جزء من المعلومة بينما يملك آخرون جزءًا آخر منها. وإن افترضنا أن الجميع يقولون الحقيقة (وهذا ينطبق على كتبة الأناجيل)، إذًا ستجتمع كل الأجزاء معًا لبناء أجزاء الصورة المتفرقة إلى صورة أكثر اكتمالًا.

نحن نعلم أن المسيح ربما يكون قد ظهر للتلاميذ عدة مرات في أثناء الأربعين يومًا التي قضاها على الأرض بعد قيامته (انظر 1 كورنثوس 15: 1-7). لكن أناجيل متى ولوقا ويوحنا تذكر فقط المواقف الأكثر بروزًا وذلك بهدف إثبات حقيقة قيامة المسيح. وعلى الرغم من عدم ذكر لوقا لرحلة الجليل، إلا أنه في أعمال 1: 3 يذكر أنه كانت هناك فترة تبلغ أربعين يومًا قبل صعود المسيح. والكثير يمكن أن يحدث في أربعين يومًا، وهذا يشمل ثلاثة أيام سفر.

والآن لنأت إلى السؤال الذي طرحته: "لمَ أوصى المسيح تلاميذه في يوم قيامته "ألا يبرحوا من مدينة أورشليم" إن كان قد أراد منهم بالفعل أن يوافوه إلى الجليل؟" إليك بعض الإجابات المعقولة والمرجَّحة:

(1) من المحتمل أن المسيح قال هذه الكلمات يوم قيامته، لكنه مع هذا لم ينطق بها بالمعنى المطلق، بل في توقع ضمني لحدث مستقبلي (كما يتحدد من قصص الأناجيل الثلاثة الأخرى)، ذاكرًا مقابلة مخططًا لها بالجليل.

(2) ربما تكون الكلمات في لوقا 24: 44 قد قيلت في اليوم الأربعين بعد القيامة، فقد مكث التلاميذ بالفعل في أورشليم لمدة عشرة أيام أخرى، حتى يوم الخمسين، كما ذكر لوقا نفسه في أعمال الرسل 1: 13.

وأنا أتبنى الرأي القائل بأن التأكيد على أن حديث المسيح في لوقا 24: 44 كان في يوم قيامته هو مجرد افتراض. فإن استخدام الكلمة اليونانية "de" (التي تعني "و،" أو "ثم،" أو "حينئذ") في بداية نص لوقا 24: 44 لا يستلزم الفورية، بل فقط "في وقت ما بعد هذا." أيضًا لا يدلي الشهود بشهادتهم دائمًا في ترتيب زمني، وهذا يشمل أيضًا كتبة الأناجيل، فإن الأناجيل تقفز من موضوع لآخر دون وضع اعتبار للأزمنة (انظر لوقا 4: 1-4؛ متى 4: 1-11). وفي بعض الأحيان يتم اهمال معلومة، كما نفعل نحن اليوم. فقد أقول الآتي: "لقد ذهبنا أنا وجون إلى المباراة." ولكن قد يقول جون: "لقد ذهبنا أنا وجو إلى المباراة مستقلين سيارة، ثم توقفنا عند محطة بنزين، ثم عند السوبر ماركت، ..الخ." ربما يكون كلا التصريحين صائبين، ولكن كون معلومة ما قد تم اهمالها في تصريح منهما فهذا لا يجعل التصريح الآخر خاطئًا. في لوقا 24، تم اغفال ذكر ظهورات المسيح ما بعد القيامة في الجليل، لكن ذكرها متى ويوحنا. ولكن مع ذلك، لاحظ أن لوقا لم يذكر قط أن المسيح لم يبرح أورشليم من يوم قيامته وحتى اليوم الذي صعد فيه إلى السماء. فإن أعمال الرسل 1: 3 يترك مجالًا واسعًا لأفعال كثيرة (انظر يوحنا 21: 25).

من خلال لوقا 24: 1، 13، 21، 29، 33، نلاحظ أن الأحداث المسجلة في لوقا 24: 1-43 قد وقعت جميعها في يوم أحد القيامة، أي يوم قيامة المسيح. ونرى أيضًا أن أحداث لوقا 24: 50-53 قد وقعت بعد بضعة أسابيع (انظر أعمال الرسل 1: 1-12). ولكن ماذا عن لوقا 24: 44-49؟ لا يذكر النص زمن وقوع هذا الجزء! وكل ما نعرفه هو أن أحداث لوقا 24: 44-49 قد وقعت في وقت ما قبل صعود المسيح إلى السماء (لوقا 24: 50-51). وينبغي أن نلاحظ أيضًا أن لوقا لم يكن رجلًا غبيًا، حاشا، بل كان طبيبًا. ولذلك، فأنا لا أرى أنه كان يدون تناقضات وتضاربات في النص!

وعلى الرغم من أن البعض قد يؤكدون وجود محتوى مشابه لهذا في لوقا 24: 27، 44، 45، وهكذا فلابد أن النص يتحدث عن اللحظة الزمنية نفسها، فقد أؤكد بالسهولة ذاتها أن تقديم رسالة مشابهة لا يؤكد بالضرورة على تطابق الفترة الزمنية. فإن تاريخ الفداء من سفر التكوين وحتى سفر الرؤيا يعلم رسالة الإنجيل عينها على مدى فترة زمنية تزيد عن 1500 عام.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من تأكيد البعض على أن الروح القدس قد أعطي لجميع التلاميذ (لوقا 24: 49؛ يوحنا 20: 19، 22) ولذلك فإن جميع هذه الأحداث لابد أن تكون قد وقعت في يوم القيامة، سأقول ببساطة أن عبارة "أرسل" (لوقا 24: 49) جاءت في زمن المضارع للإشارة إلى الوشوك، وليس إلى اكتمال العدد- إذ أن المسيح قال امكثوا في المدينة "حتى" (لوقا 24: 29؛ انظر أعمال الرسل 1: 1-13). بل وفي الحقيقة، لم يكن توما حتى متواجدًا في لوقا 24: 49 (انظر يوحنا 20: 24، 26). علينا أن نلاحظ أن لفظ "التلاميذ" لايعني دائمًا عددًا محددًا، بل فقط "عدد ما" من ضمن المجموعة المحددة. فيمكن أن أقول: "لعب فريق النسور كرة القدم اليوم،" لكن هذا لا يعني أن كل فرد من الفريق كان موجودًا بالملعب- فربما كان البعض في المشفى، ...الخ. لكن لازال تصريحي هذا صحيحًا، لكني أقصد أن يفهم في سياق معين.

وهكذا في حين لدينا الكتاب المقدس، الذي نعلم أنه حق، يبدو أن البعض لازالوا يقذفون بكذبة أخرى من داخل سيمنار يسوع (The Jesus Seminar) (جون دومينيك كروسان، روبرت فانك، ...الخ).

إجابات ذات صلة:

تضاربات ما بعد القيامة
لمن ظهر المسيح؟ 1 كورنثوس 15: 5-8
هل السبت المقدس يوم السبت أم الأحد؟

أجاب على هذا السؤال: د. جوزيف ر. نالي

الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.