مبادرة الله في الإعلان عن نفسه

يمكننا أن نعرف الله فقط إن أخذ هو المبادرة للكشف عن نفسه، أي للإعلان عن نفسه، أي أن يجعل نفسه معروفًا لنا. ويعلمنا الكتاب المقدس أنه فعل هذا بثلاثة طرق أساسية. لقد أعلن عن ذاته في كلمته التي نطق بها، بالرغم من أنه في بعض الأحيان يعلن الله في كلمته أن البشر وسطائه لتوصيل الكلمة، أي أن الكتاب المقدس هو كلام الله الذي يصلنا من خلال متحدثين من البشر. يعلن الله عن نفسه في كلمته. ويعلمنا الكتاب المقدس أن الله يعلن عن نفسه في عالمه. يعلن الله عن نفسه من خلال السماوات والأرض، كما يقول كاتب المزامير في مزمور 19. ثم يقول بولس في رومية 1 أن الخليقة تعلن عن قدرة الله السرمدية وطبيعته الإلهية. إذًا، فالله يعلن عن نفسه في العالم. وثالثًا، يعلن الله عن نفسه بشكل أساسي، وجوهريًا، وأخيرًا في كلمته الذي أتى للعالم، وما يفعله يوحنا في يوحنا 1 هو أنه يرجعنا إلى التكوين 1، ويقول لنا أن كلمة الخلق هو الكلمة الذي صار جسدًا وحل بيننا. وبالتالي، فإننا نعرف الله بثلاثة طرق، أي بثلاثة أشكال رئيسية من الإعلان: كلمته، عالمه، والكلمة الذي أتى إلى العالم. والكلمة الأخيرة هي الأهم، أن نعرف من هو الله لأنه مُعلن في ابنه.