جون كالفن والحاجة للكتاب المقدس
السؤال:
ما هي الطرق الأساسية التي يمكن لنا من خلالها أن نعرف الله؟
الإجابة:
في الفصول الأولى من الجزء 1 من كتاب أساسيات الديانة المسيحية، وبشكل أساسي الفصول 1-8، نجد أن كالفن يجادل مؤيدًا أهمية وضرورة الكتاب المقدس في جدال طويل. ومن خلال إعلان الله العام، أي إعلانه عن نفسه داخل النظام المخلوق، داخل إرشاده بعنايته وتوجيهه لشؤون البشر والأمم، ولحياتنا شخصيًا، والناموس المكتوب على قلوبنا، يمكننا أن نصل إلى المعرفة عن وجوده، وأنه قوي بإحسان، وأنه رب كلي السيادة. ومع ذلك، فإننا نهرب من هذا في تمردنا. فنحن نسعى لرفض هذا الحق. وحجة كالفن هي أننا نحتاج، كمخلوقات ساقطة، ما يسميه بالمعرفة المزدوجة، نحتاج أن نرجع إلى معرفة الله كخالقنا، ونحتاج أن نُحضَر لمعرفة الله كفادينا. يجادل كالفن، متبعًا الكتاب المقدس، أن هذه المعرفة لا تحدث إلا تاريخًا من خلال الأحداث. لهذا السبب أُعطي التمييز بين الإعلان العام والإعلان الخاص، فالإعلان العام أُعطي لكل المخلوقات في كل الأزمان بغض النظر عن المكان، ثم يوجد الإعلان الخاص. ولا أحبذ هذا التعبير، أولًا لأنه يوحي بأن الإعلان العام ليس خاصًا، وثانيًا هو لا يعبر عنه فعليًا. وأعتقد أن تعبير الإعلان المحدد هو إعلان أفضل. فالإعلان المحدد هو إعلان يحدث في زمان ومكان محددين. هو يُعطى في نقطة محددة ولشعب محدد. وهذه هي طبيعة كل التعاملات التاريخية، والأحداث التاريخية، والعلاقات التاريخية. فالله يقوم بعمل سلسلة من الأعمال الفدائية، وهي الأعمال التي تهدف لإعادة العلاقة، ولاسترداد خليقته، ولإعادتها له. ولكن هذا الاسترداد يشمل على كل من معرفته كالخالق، فنرجع للنوع الأول من المعرفة، بالإضافة إلى معرفة الله كفادينا. ونتحدث عن هذه الأفعال في الكتاب المقدس تحت عنوان تاريخ الفداء، أعمال الله العظيمة، ونجد ذروتها ومركزها في يسوع المسيح. يريد كالفن أن يؤكد أن معرفة الله هي أمر أساسي، ولكني سأقول أنها بلا أهمية كدرس حتى تصل إلى يسوع المسيح. أحب صياغة صديقي آل والترز Al Walters لهذا الأمر. فقد قال: "تنظر إلى هذا العالم خارج يسوع فلا تراه سوى تراب." في المسيح أجد أن هذا هو صنعة يد أبي، لأنه يرجعنا إلى هذه المعرفة. ولكن يمكنك أن ترى هنا أنه في المسيح، أن المعرفة الفدائية تأتي فعليًا أولًا، حتى وإن كان في ترتيب الخليقة أعلن الله عن نفسه في الخليقة قبل فدائه للأشياء. في ترتيب الخطية والفداء، فإن المعرفة الفدائية تأتي فعليًا أولًا، فإنه توجد صدارة للمعرفة الفدائية. وهذه المعرفة الفدائية هي في يسوع، لذلك يقول كالفن: "يأتي المسيح إلينا دائمًا متشحًا بالكتاب المقدس."
Michael Williams is the Professor of Systematic Theology at Covenant Theological Seminary in St. Louis, MO where he has been teaching since 1996.