قراءة الكتاب المقدس وفقاً لمحتواه
السؤال:
لماذا يؤمن العديد من البشر أنه توجد وجهات نظر لاهوتيّة متناقضة في أسفار موسى الخمسة؟
الإجابة:
يوجد أحيانًا اعتقاد شائع بأنه توجد وجهات نظر لاهوتيّة متناقضة داخل أسفار موسى الخمسة، والأسباب خلف هذا الأمر شيقة نوعًا ما. في الغالب السبب الأكبر لهذا الفهم الشائع هو أنه يتم استخدام توقعات حديثة في قراءة النص. لذا، فإننا نأتي بتوقعات عن الدقّة التي قد لم يتّبعها كتّاب العهد القديم، وبكل صراحة، لا يتّبعها المؤرخين المعاصرين أيضًا. إنه تاريخ لاهوتي، وليس تاريخ علميّ، بالرغم من أنه من المهم أن نقبل صحة الأساس عند حديثه عن التاريخ. ولكن عندما نفرض طريقة تفكيرنا العلميّة العصريّة، وطريقة تفكيرنا العقلانيّة، على أي نوع من الأدب، فسنرى التناقضات. لذا، نحتاج أن نقرأ الأدب بحسب محتواه وتصريحاته الخاصة، وفي أغلب الأحيان تسقط تلك التناقضات سريعًا، وخصوصًا إن قرأناها بتجانس بدلًا من قراءتنا لها مع غطرسة العصريين. السبب الآخر الذي يجعل الناس ترى تناقضات لاهوتيّة هو أنه أمر معقد في حد ذاته، فالموضوع المعني هو الله. والله ليس كائن أحادي الخلية بسيط. لأن الله معقد في حد ذاته، فإننا نتوقع أن يعكس الكتاب المقدس التعقيد الكامن في الله. وبالتالي، فإنه توجد وحدة في الرسالة بالضبط مثلما أن الله واحد، ولكنه يوجد تنوع أيضًا داخل الرسالة لأن الله هو الواحد والكثيرين، هو الثالوث في الواحد. والكتاب المقدس، كانعكاس لمن هو الله، يعكس هذه الأمور أيضًا.
يعد القس مايكل جي. جلودو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة بكلية اللاهوت المُصلحة بمدينة أورلاندو، بولاية فلويدا.