الأيام الأخيرة قد بدأت بالمجيء الأول ليسوع

يشير تعبير "الأخرويات" إلى "الأمور الأخيرة"، مثله مثل الأيام الأخيرة، والدهر الآتي، وملكوت الله. و"بدأت" تشير إلى حقيقة أن هذه الأمور قد بدأت بالفعل. والبداية تختلف عن الاكتمال. فهي ليست هنا بالكامل، ولكنها هنا جزئيًا. لقد أتت مبدئيًا. وبالتالي، فإن "الأخرويات التي بدأت" هي وجهة نظر العهد الجديد، ولدهشتنا، تعني أن الأيام الأخيرة قد بدأت بالمجيء الأول ليسوع المسيح. ونرى هذا عبر تعاليم الرب يسوع وعبر العهد الجديد ككل. فالرب يسوع قال- وهو يتحدث عن قدرته على طرد الشياطين- "إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ!" وقد استخدم الفعل في الزمن الماضي. لقد أقبل بالفعل. يقول كاتب العبرانيين: "فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ"، مشيرًا إلى زمانه شخصيًا. ويقول الرسول بولس: "انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ." وبطرس، الرسول بطرس، في عظة يوم الخمسين اقتبس من العهد القديم من يوئيل النبي، وهو يتنبأ عن أمور ستحدث في آخر الأيام، فيقول: "لقد تحقق هذا بالفعل في يومنا، الأيام الأخيرة قد أتت." وبالتالي، فتعاليم العهد الجديد هي أن الأيام الأخيرة، الدهر الآتي، ملكوت الله، قد أتت بالفعل جزئيًا، وليس كليًا، بل جزئيًا. قد يكون التصوير التالي مفيد، لعبة "اكس أوه". يمكنك أن تصل، بينما تلعب هذه اللعبة، إلى النقطة، إن لعبت بشكل صحيح وخطط الآخر لحركاته بشكل خاطئ، يمكنك أن تكسب فيها المباراة مبدئيًا. وإن لعبت باقي المباراة بشكل سليم، فمهما يفعله خصمك، ستكسب بدون شك. وبالتالي، إن رفعت اللوحة عاليًا لك وهي على حالتها هذه وقلت: "هل انتهت هذه المباراة أم لم تنتهي؟" ستكون الإجابة نعم ولا في الوقت نفسه. لقد تم تحقيق الانتصار مبدئيًا، ولكن مازال عليك تطبيقها. وبشكل مشابه، ففي مجيئه الأول، وعبر حياته، وموته، وقيامته، انتصر يسوع بالفعل النصرة الحاسمة على الخطية، والشيطان، والموت، ولكنها لم يتم تطبيقها بشكل كامل بعد. يحتاج أن يأتي يسوع مرة أخرى. وقد كان هذا الأمر مخزٍ جدا للبشر من زمان يسوع. فقد فهم اليهود في زمانه ملكوت الله كعرض ألعاب نارية لحكم الله وغضبه وتبريره لشعبه. ثم جاء يسوع ليقول إن ملكوت الله قد أتى ومع ذلك يستمر التاريخ كما كان. ولا يتراجع يسوع عن هذه التعاليم المخزية. بل يؤكد عليها. يعطي الأمثلة عن حبة الخردل، والخميرة الصغيرة. ويقول إن ملكوت الله هو مثل الخميرة الصغيرة هذه المخبأة وسط العجين. وهو أمر لا يُصدق بالنسبة لليهود أن يسمعوا أن ملكوت الله مخبأ. ولكن بالنسبة ليسوع، ففي مجيئه الأول من المهم جدًا بالنسبة له أن يعلّم أن ملكوت الله قد أتى حتى وإن لم يأتي بشكل كامل.