اللغة التصويرية في سفر رؤيا يوحنا
الشيء الآخر الذي ربما نجده في سفر رؤيا يوحنا هو أن يوحنا كان يكتب من بطمس من منفاه. فهو كان في الأساس سجينًا. وكما يحدث اليوم، حين تُكتَب رسائل في السجن، تقرأها السلطات. ربما جزء مما كان يوحنا يقصده – أو مما كان الروح القدس يقصده بواسطة يوحنا – هو أن يرسل رسائل إلى شعب الله، من شأنها أن تكون شديدة الوضوح لهم، لكن بأسلوب غامض، وفي صورة ألغاز، حتى لا تفهم السلطات التي نفته مغزاها. يشبه الأمر كثيرًا حكايات "العم ريموس" التي كانت تهدف فعليًا إلى أن تعرِّف الشعب الأمريكي الأفريقي الذي كان يعيش تحت القمع كيف يمكنهم أن يتعاملوا ويشقوا طريقهم في عالم تراقبهم فيه السلطات بشكل دائم، وحيث تُسلب حقوقهم، ويفتقر إلى الحماية والقوة، وبالتالي يكونون معرَّضين لسوء المعاملة، والقمع من السلطات. ولهذا احتوت هذه الحكايات على بعض القصص التي كان من شأنها أن تعطيهم الحكمة والتشجيع كي يثابروا في بيئة كهذه. ربما كان سفر رؤيا يوحنا بشكل كبير كذلك أيضًا.
Dr. Todd Mangum is Professor of Theology and Academic Dean of Biblical Theological Seminary.