حاجتنا إلى فادٍ
أيضًا، حتى إن استطعنا، مثلًا، أن نبلغ درجة ما من البر بطاعتنا الحالية، تظل هناك ضرورة أن يسدد أحدهم ثمن خطايا ماضينا. يجب أن يسدد شخصٌ ما ثمن كسرنا السابق للناموس. لن ينتهك الله شريعته، التي تقول إننا إن كسرنا الناموس، سنموت، ونصير تحت لعنة. وهكذا، نحن الآن تحت لعنة، حتى وإن أطعنا الآن كل ناموس الله. ولهذا، لا بد أن يسدِّد شخص ما ثمن اللعنة، إذ لا يمكننا أن نسدده بأنفسنا لننال الغفران. فالآن صارت علينا عقوبة عادلة لا بد أن تستمر إلى الأبد. وهكذا، لكي يسدد شخص الثمن، ولكي ننال الغفران بالحقيقة، لا بد لفادٍ مؤهل بصورة فريدة أن يفعل هذا.
ثالثًا، لا بد أن يكون في هذا الفادي سلطان ومجد، لكي يرضى الله بالتمام بالكرامة والمجد اللذين يتلقاهما من طاعة هذا الشخص. يتحدث أنسلم، الذي كان لاهوتيًّا في العصور الوسطى، عن هذا الجانب الخاص من الكفارة، قائلًا إن المسيح، الذي هو الله نفسه، لم يكن بإمكانه أن ينال شيئًا لنفسه بطاعته لأن مجده كان بالفعل مساويًا لله، وبالتالي، لا بد لطاعته هذه أن توهَب لآخرين. إن الله راضٍ بصورة غير محدودة عن هذه الطاعة لأن من يطيع لديه الكرامة والمجد نفسهما اللذين يطالب بهما الله. وبالتالي، تعد هذه الكرامة المعطاة لله جزءًا آخر من الفداء. ويعد جزء آخر هو منح الروح القدس. فإن المسيح هو من يمكنه أن يمنح الروح القدس، كيما يزول الفساد الساكن فينا تدريجيًا بعملية التقديس. وهكذا، لأجل جميع هذه الأسباب وربما أكثر، نحن في حاجة إلى شخص خارجنا ليكون فاديًا لنا. نحن عاجزون وفي حالة ميؤوس منها، دون ذلك النوع من المساعدة.
Dr. Thomas Nettles, who is widely regarded as one of the foremost Baptist historians in America, is the Professor of Historical Theology at Southern Baptist Theological Seminary.