عواقب الخطية
إن عواقب الخطية لآدم وحواء كانت فورية. لحظة أكلهم من تلك الثمرة، بدأوا يموتون. أصبحا قابلين للموت، وبالتالي فجأة دخلت كلمة "الموت" الآن إلى المشهد البشري، وهي نتيجة مباشرة للخطية. ولكن ليس الموت فقط. بل العنف. الكوارث. ووجود الحيوانات آكلة اللحوم والفيروسات. هي مشكلة البعوض الضار والقتل. كل ما نراه حولنا يشهد عن الآثار المدمرة للخطية البشرية ولدينونة الله لتلك الخطية. المشكلة كونية. فهناك أعاصير مدمرة وزلازل. توجد بروق وكل أنواع ما يحدث في النظام المخلوق، كلها تشهد، لما يكتب بولس في رومية8، للخليقة التي تئن لاستعلان أولاد الله.
كما تعلم، إن ما نراه في تكوين 3 هو عرض واضح وصريح لنتائج الخطية. ولكن يوجد مسيحيون يقرأون تكوين 3 ويظنوا أن هذا كل ما في الأمر (أي أن الأمر ليس له تبعات أخرى). ولكن عندما تقرأ الكتاب المقدس ككل، تأتي مثلاً إلى الإصحاحات الأخيرة من سفر الرؤيا، فتأتي لفهم أن غضب الله مسكوب على الخطية، مما يجعل تكوين 3 يبدو كمقدمة. لذا فإن خلاصنا أمر هام جدًا، وغالي بالنسبة لنا، لأن خلاصنا لا يعني فقط أننا خلُصنا، ولكنه يعني أننا خلُصنا من شيء. خلُصنا من الغضب الآتي، من النتائج العادلة لخطيتنا. ولسنا نحن فقط من نحتاج أن نُفتدى، ولكن كما يوضح سفر الرؤيا، فإن الخليقة نفسها تحتاج الفداء أيضًا. لهذا يتحدث سفر الرؤيا عن السماوات الجديدة والأرض الجديدة. إن نتائج الخطية ليست فقط حقيقة أنها تمطر على الأبرار والأشرار وأن لدينا الموت في أجسادنا، وأننا نحتاج للخلاص. بل هذا الجزء ذاته من النظام المخلوق الذي ينتظر الآن الاكتمال، والدينونة، والكمال الذي لا يقدر أن يُحضره إلا المسيح.
يعمل الدكتور ألبرت مولر، الابن، رئيسًا لكلية اللاهوت المعمدانيّة الجنوبيّة - وهي الكلية الرائدة في مجمع الكنيسة المعمدانيّة الجنوبيّة وواحدة من أكبر كليات اللاهوت في العالم.