الخضوع لكلمة الله

أحد الأسباب المفتاحية لخضوعنا لسلطان الكتاب المقدس هي ببساطة التالي: لأن يسوع نفسه قام بهذا الأمر. هذا أمر مذهل. في خدمة يسوع الشخصية نراه، المرة تلو الأخرى، يقول: "مكتوب"، "مكتوب". هكذا أجاب الشيطان في حادثة التجربة. وعلى الصليب نجده لايزال يقتبس من الأسفار المقدسة: "إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" لذا، فمن عمق كيان يسوع، وفي الوقت المناسب، تخرج النصوص المقدسة. فذهنه كان ممتلئًا بالكلمة. وهو صلّى لله باستخدام كلام الكتاب المقدس. كما سمح للكتاب المقدس أن يُملي عليه، إن جاز القول، مسار خدمته الشخصية. إن صح هذا الأمر بالنسبة ليسوع، فكم وكم يصح لنا؟ وعندما تفكر فيمن هو يسوع، فيسوع هو موضوع الكتاب المقدس. وهو من يحكي عنه الكتاب المقدس. هذه الأمور تشير إليه. والأكثر من هذا، فهو موضوع الكتاب المقدس فعليًا. هو من خلقه، ومن كتبه، ومن أوحى به. أؤمن أن المسيح يقف خلف الكتاب المقدس كله. وإن صح هذا القول، فهو خضع شخصيًا للكتاب المقدس، فكم وكم يجب علينا أن نخضع نحن؟ فكر في الأمر. وصف يسوع نفسه أيضًا بأنه "كلمة الله"، يوحنا 1. كلمة الله؟ هو شخصيًا خضع لكلمة الله المكتوبة. إن هذا مذهل. لا نقدر أن نفهمه بالكامل. ولكنه يبين مدى أهمية الكتاب المقدس. وأنا مبهور حقًا بحقيقة أنه في لوقا 24 عندما وقف المسيح المقام مع تلميذي عمواس على الطريق، فما الذي قام به؟ أعطاهم دراسة كتاب رائعة، ورجع بهم للعهد القديم وقال لهم "مكتوب". مكتوب أن هذا ما سيحدث، والآن قد حققته. أعتقد أنه يوجد درس هام جدًا هنا. إن يسوع يقول، إن جاز القول: "لا تخطئوا، فتظنوا في أنفسكم قائلين: "لدينا المسيح المقام، ولدينا الروح القدس، فمن يحتاج إلى كتاب قديم يعلوه التراب مثل هذا؟"" بل بالأحرى، فإنه يقول، بالرغم من أنني قمت من الأموات، بالرغم من أنه يمكن أن تكون لك علاقة شخصية معي، إلا أنك تحتاج للكتاب ليرشدك. وها أنا أعطيك هذا الكتاب. لديك العهد القديم بالفعل. "سأعطي روحي وأُمكّن كتّاب العهد الجديد من الكتابة عني"، ليكتبوا النسخة الرسمية لقصة حياة يسوع. هذا ما سيفعلونه. أنت تحتاج كتابًا. وإن كان يسوع يقول هذا، فإننا نحتاجه بالفعل.