مازال يسوع إنسانًا بعد هذه السنوات كلها... أليس كذلك؟
بعد قيامته، ظهر يسوع للتلاميذ ولآخرين وهو مكتسيًا الطبيعة البشرية الكاملة (1كورنثوس 15: 1-4). كما هو ظاهر من يوحنا 20: 24-29، فإن يسوع بعد قيامته كان/ومازال إنسانًا كاملاً حيث كانت آثار المسامير مازالت في يديه ورجليه، إلخ. نقرأ في يوحنا20: 27 "ثُمَّ قَالَ [يسوع] لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا»." فيسوع هو للأبد الله المتجسد - إله كامل وإنسان كامل. وبالرغم من أنه هو الآن في كل مجده، إلا أنه مازال إنسانًا - انظر الرؤيا 1.
لاحظ ما يصرّح به أعمال الرسل 1: 9-11:
"9وَلَمَّا قَالَ [يسوع] هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ [التلاميذ] يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. 10وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، 11وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ»."
لقد صعد يسوع بجسد بشري (قارن كولوسي 3: 1). وهو جالس الآن في محضر الله مكتسيًا بطبيعته البشريّة. وسيعود المسيح "هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ" - مكتسيًا بطبيعته البشريّة.
بالإضافة إلى ذلك، يتحدث بولس في فيلبي 2: 5-8 عن أن يسوع أخذ شبهنا. ومع ذلك، فكما أننا متأكدين أنه اتخذه، فكذلك مقدار تأكدنا من أنه يحتفظ بشبهنا. يكتب بولس في فيلبي 3: 20-21 قائلاً:
فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 21الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ.
لم يخلع يسوع عنه طبيعته البشرية مثل الثعبان الذي يغير جلده. فهو مازال يملك جسدًا - "جسدًا ممجدًا"، جسدًا بشريًّا كاملاً، جسدًا مُقامًا من الأموات (1 كورنثوس 15: 35-58)، جسدًا لم نختبره بعد، ولكن يومًا ما سنختبره عندما يغيّرنا.
علاوة على ذلك، يشير بولس أيضًا إلى بشرية يسوع المستمرة بعد القيامة في 1 تيموثاوس2: 5. فيقول: "5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." يكتب بولس هنا بعد صعود يسوع إلى السماء، وهو مازال يشير إلى يسوع في الوقت الحاضر على أنه "الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." وهو يعرف ما يقوله بكل تأكيد (غلاطية1: 11-24)!
إن عمل يسوع كالوسيط الكامل بين الله والإنسان (قارن 1 كورنثوس 8:6) لا يعتمد فقط على موته الجسدي الفعلي والحرفي على الصليب، ولكنه يعتمد أيضًا على بشريته المستمرة (قارن رومية 5: 10؛ 8: 34؛ العبرانيين 7: 25؛ 1 يوحنا 2: 1). في بشريته (متى1: 21)، نتحد معه بالإيمان، وفيه وحده نتحد بالله (قارن يوحنا 1: 14).
الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.