مخافة الله
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

مخافة الله

السؤال:
ما المقصود بمخافة الله؟
الإجابة:
بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً. لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. (1 يوحنا 4: 17-18)

عندما يفكر المسيحيون اليوم في موضوع الخوف، فهم غالباً ما يربطونه بالرعب والفزع. فنحن نخاف من الأمور التي يمكن أن تؤذينا، أموراً تضمر لنا الشر. لكن قد تكمّلت المحبة فينا، وهذه المحبة الكاملة تطرح الخوف الى الخارج لأن الله لن يؤذينا أبداً. يمكننا أن نعرّف الخوف من الله كرهبة، مهابة واحترام لله تنتج التبجيل، المحبة والعبادة لله.

ويميز هذا النوع من الخوف كل مؤمن حقيقي في المسيح الى حد ما. فيشجعنا إشعياء قائلاً: "تَعَالَى الرَّبُّ... فيكونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ" (إشعياء 33: 5-6). لاحظ أن الخوف المهيب ليس مصدر رعب، بل إنه مرتبط بالثقة بالله كملجأٍ وخلاصٍ أكيدَين.

في إشعياء 11: 2-3، نجد أن هذا الخوف هو أحد صفات المسيا: "وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ" (إشعياء 11: 2-3). ليس الخوف المهيب ردَّ فعلٍ جبان يشعر بالتهديد من الله. بل على العكس، إنه ابتهاج.

ذات الخوف كان يميّز الكنيسة الأولى: "وَأَمَّا الْكَنَائِسُ... فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ" (أعمال الرسل 9: 31). مرةً أخرى، يرتبط الخوف بمشاعر مثل السلام، والبنيان، والتعزية، وليس بالرعب والذعر.

إن الخوف المهيب من الله هو الشعور بالعيش في حضوره الدائم. إنه إدراكٌ لشخص الله وجوهره، وما يطلبه منا. وهكذا، فإنه مظهرٌ من مظاهر المحبة ودافع للقيام بالأعمال الصالحة أيضاً. إنه مظهر من مظاهر المحبة لأنه ردُّ فعلٍ إيجابي وممتن لعظمة الله وصلاحه. إنه مودةٌ وإعجابٌ قويين بشخصه. ويدفعنا هذا الخوف نحو الأعمال الصالحة من خلال رغبتنا بتكريم وتمجيد من نحب.

عندما لا نرى الأمور من هذا المنظور، يسهل علينا أن نتكاسل من ناحية السلوكيات المسيحية. من السهل أن نظن أن الله بعيد جداً، ولا داعي للاهتمام بالالتزامات التي يضعها الله على حياتنا. وبدلاً من السعي وراء ملكوت الله، نركّز على العالم الأرضي فقط. وكنتيجة لذلك، لا نشعر بالالتزام لضبط حياتنا وفق إرادة الله المعلنة. لكن عندما نشعر بالخوف المهيب من الله، فإنه يدفعنا لكي نرضيه بطرق عدة.

وتشير الأسفار المقدسة إلى نتائج هذا الدافع في أماكن عدة. لكننا نجد أكثرها في أسفار الحكمة في العهد القديم. على سبيل المثال، يعلمنا سفر الأمثال أن مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ 1: 7، بَدْءُ الْحِكْمَةِ 9: 10، يَنْبُوعُ حَيَاةٍ 14: 27. تَزِيدُ الأَيَّامَ 10: 27. تساعدنا في الْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ 16: 6. وتجلب غِنًى وَكَرَامَة وَحَيَاة 22: 4. كلٌ من هذه النتائج الصالحة وأخرى غيرها تنبع من الخوف من الله. استمع إلى الطريقة التي يلخّص فيها سفر الجامعة 12: 13 الحكمة والسلوكيات الحقيقية:

اتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. (جامعة 12: 13)

أجاب على هذا السؤال: جون فريم

الدكتور جون فريم هو أستاذ اللاهوت النظامي بكلية اللاهوت المُصلَحة في مدينة أورلاندو، بولاية فلوريدا.