هذا الدهر والدهر الآتي
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

هذا الدهر والدهر الآتي

السؤال:
كيف ميّز المعاصرون ليسوع بين "هذا الدهر" و"الدهر الآتي"؟
الإجابة:
في الأسفار الكتابية، وفي المناقشات حول الكتاب المقدس أيضًا، نجد في بعض الأحيان أو نقابل المصطلحات "هذا الدهر" و"الدهر الآتي". المقصود بهذين المصطلحين هو التالي: هذا الدهر هو الدهر، أو الفترة الزمنية، أو العصر الذي يعيش فيه البشر، هو الزمن منذ السقوط. هو الحياة في عالم ساقط. و"الدهر الآتي"، كما يتوقعه أنبياء العهد القديم، كان الزمن الذي سيعيد الله فيه الفردوس بطريقة ما، حيث ستكون هناك أرض جديدة وسموات جديدة، ويُنتزع قلب الحجر من البشر وسنتبع إرادة الله كلنا بشكل كامل ونعملها. ولن يكون هناك أي عنف بين البشر، ولن يكون هناك عنف حتى في مملكة الحيوان. والمصطلح التقني الآخر الذي يُستخدم كثيرًا لما نتحدث عنه هو الإسخاتولوجي (الأخرويات)، وهو عقيدة الأمور الأخيرة، وهو الزمن الآتي الذي يبدأه فادي يختاره الله، أي المسيا كما سُمي وقتها في النصوص اليهودية القديمة، ابن داود، شخص ملكي، وسيُحضر عالم جديد تمامًا، حيث سيزول كل شر من بين البشر، سواء الشر الذي في قلوبنا أو الذي في مجتمعاتنا.

وبالتالي، فالسؤال إذًا هو، عندما أتى يسوع، من كان هو؟ الفهم المختص بالمسيا في اليهودية المعاصرة في ذلك الوقت كان بالأكثر محررا سياسيا، فقد فهموا أنه شخص سيجعل من إسرائيل أمة عظيمة جدًا بالمفهوم الوطني والقومي، وأنه قد يطيح بالرومانيين، بل إنه سيطيح بهم بكل تأكيد، وأنه سيكون ملك إسرائيل، وأن المجتمع في إسرائيل سيختلف. وبعدما مضى يسوع المسيح، عندما رجع إلى الآب، كان المجتمع الإسرائيلي مازال كما كان. كان به بعض الأشخاص الصالحين، وكان هناك بعض الأشرار، كان هناك من أراد أن يعمل إرادة الله، ومن لم يهتم بإرادة الله. كان الرومان لازالوا يحتلون المنطقة، وكانت اليهودية لاتزال مقاطعة رومانية، وحاكم الجليل كان لايزال معتمدًا جدًا على أسياده الرومان. وبالتالي، فالدهر الآتي كان من الواضح أنه لازال في المستقبل. وهذا ما يقوله العهد الجديد، أن يسوع المسيح سيأتي مرة أخرى في يوم من الأيام، ثم سيصير الكل جديدًا. ونرى مقتطفات لهذا الأمر في رسائل بولس، ولكن في سفر الرؤيا بشكل خاص، وفي المرحلة الانتقالية من الإصحاح 19 إلى 20 و21 حيث يقول الله هناك أن الكل سيصير جديدًا، فهناك نرى الصورة الرائعة للخلاص حيث سيمسح الله كل دمعة من عيوننا. فإن الله سيكون قريب جدًا حتى أنه سيقم أمامنا مباشرة، ولا يجب أن نخاف بينما يلمس وجهنا- ولا يقدر الشخص أن يقترب من شخص آخر أكثر من ملامسته لوجه- لأن خطيتنا قد غُفرت.

وهذا رمز لكل المعاناة، كون كل خطية قد مُحت بالتمام، وكون كل شيء جديدًا. هناك التشبيه بأن الشوارع في أورشليم السماوية مصنوعة من الذهب. في القديم، كان للعديد من المدن الكبيرة شارعان رئيسيان ممهدين، ولكن ليس بالرخام، فكم وكم الذهب، بل انهم كانوا يهمدونهما ببساطة بالحجر في الكثير من الأحيان. لذا، فهذه الصورة هي لتصوير قيمة ونفاسة لا نقدر حتى على تخيلها. فالدهر الآتي هو في المستقبل. وفي الوقت نفسه يوجد غفران كامل لهؤلاء الذين يؤمنون بالمسيح، الذين يثقون فيه، والذين يعترفون أنه مسيا إسرائيل ومخلص العالم.

لذا، وبكل تأكيد، فإن الدهر الآتي قد بدأ بالفعل، فملكوت الله قد بدأ بالفعل. هذا ما نُسميه في بعض الأحيان "الإسخاتولوجي الذي تم تدشينه"، وهو مصطلح معقد يعني ببساطة أن الأيام الأخيرة قد بدأت بالفعل، لقد تم تدشينها بالفعل. وبالتالي، فالمسيحيون يعيشون بين زمانين. فمازلنا نحيا في العالم القديم، أي العالم الحاضر. مازلنا نُجرب، مازلنا نخطئ، مازال هناك شر بالعالم، ومع ذلك، ففي قلوبنا وفي مجتمعاتنا المسيحية، يوجد شيء جديد، وقد بدأ، وهو يعطينا لمحة عن كمال الدهر الآتي.

أجاب على هذا السؤال: Dr. Eckhard Schnabel

Dr. Schnabel is Professor of New Testament Studies at Gordon-Conwell Theological Seminary in Boston MA.