كيف تنشأ نفس الإنسان؟
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

كيف تنشأ نفس الإنسان؟

السؤال:
كيف تنشأ نفس الإنسان؟
الإجابة:

توجد في المسيحية وجهتي نظر سائدتين لمصدر النفس اسمهما الانتقال Traducianism والخلق Creationism. وتوجد وجهة نظر ثالثة تُسمى سبق الوجودية (يؤيدها أفلاطون، وأوريجانوس، وسكوتس، وأريجنا، ويوليوس مولر، إلخ.)، ولكنها مليئة بالكثير من المشكلات حتى أنها غير جديرة بالاعتبار بحسب وجهة نظري:

أ- هي تخلو من السند الكتابي.

ب- تجعل من الجسد أمر عرضي. ففي البداية كانت هناك نفس وفي وقت متأخر كان هناك جسد. اذًا، هل كان الإنسان كاملًا بدون جسد؟

ج- هي تدمر وحدة الجنس البشري، وكأن الشخص موجود سابقًا فلا يقدرون أن يشكلوا جنس واحد "في آدم"، مدمرين بالتالي الحق في رومية 5: 12-19 (قارن أعمال الرسل 17: 26).

د-ولا نجد لها تأييد في ضمير الإنسان. (أنظر بركوف Berkhof).

نظرية الانتقال، أو على الأقل شكل من أشكالها، كانت النظرية التي تتبعها الكنيسة الغربية، ولها أتباع مثل ترتليان، وليو العظيم، ومارتن لوثر، وجوناثان ادواردز، دبليو جي تي شد، جوردون كلارك، روبرت رايموند، جيه أوليفر بصويل. ومن الناحية الأخرى، فإن نظرية الخلق كانت النظرية التي تتبعها الكنيسة الشرقية ولها أتباع مثل لكتانتيوس، أمبروز، جيروم، بلاجيوس، بيتر لومبارد، أنسالم، الإكويني، جون كالفن، تشارلز هودج، جيه أم بويس، لويس بركوف، واين جرودم. وكما نرى، توجد رجال علماء في كلا جانبي الموضوع.

لقد تردد أغسطينوس أن يختار جانب يتبعه. فقال: "حيثما لا يعطي الكتاب المقدس الشهادة الأكيدة، فيجب على البحث البشري أن يحذر من اتخاذ قرار بخصوص أي جانب. فإن كان من الضروري للخلاص أن نعرف أي شيء بخصوص هذا الموضوع، كان الكتاب المقدس سيقول المزيد عنه." ( De peccatorum mer. et remiss. l. ii. c. 36//59). وهذا قول حكيم جدًا!

دعونا ندرس هذه الآراء باختصار.

نظرية الانتقال

تؤكد نظرية الانتقال على أن النفس، إلى جانب الجسد، تتشكل عند لحظة الحمل (انظر أدناه). إذًا، فكل نفس تنبع من وتعتمد على عمل الآباء (الحيوان المنوي والبويضة). اذًا، فالله هو خالق النفس، ولكن من خلال وساطة الآباء. هم يؤكدون أن الله ارتاح من عمل خلقه، وبالتالي، هو لا يخلق أي شيء جديد بشكل مباشر، ولا حتى أنفس الأجنة (تكوين 1: 27، 2: 1-3، 21، 46: 27، خروج 1: 5، 20: 11، مزمور 51: 5، رومية 5: 12-13، 1 كورنثوس 15: 22، أفسس 2: 3، عبرانيين 4: 4، 7: 9-10).

يشرح بركوف في لاهوته النظامي (التنسيق خاص بي من أجل رؤية أسهل و [...] هي ملاحظاتي):

الحجج التي تؤيد نظرية الانتقال.

يتم الاستشهاد بعدة حجة لصالح هذه النظرية:

1- قيل عنها أن ما يقدمه الكتاب المقدس يؤيدها:

  • أ- أن الله نفخ في أنف الإنسان نسمة الحياة مرة واحدة فقط، ثم ترك الأمر للإنسان لكي يولد الأجناس، تكوين 1: 28، 2: 7.

  • ب- أن خلق نفس حواء كان متضمن في خلق نفس آدم، إذ أنه قيل عنها أنها "من الرجل" (1 كورنثوس 11: 8)، ولا يُقال شيء عن خلق نفسها، تكوين 2: 23.

  • ج- أن الله قد توقف عن عمل الخليقة بعدما عمل الإنسان، تكوين 2: 2.

  • د- وأنه قيل عن الأبناء أنهم موجودون في صُلب أباءهم، تكوين 46: 26، عبرانيين 7: 9، 10 قارن أيضًأ مع نصوص مثل يوحنا 3: 6، 1: 13، رومية 1: 3، أعمال الرسل 17: 26.

2- تؤيد هذه النظرية التناظر مع النباتات وحياة الحيوانات، حيث الزيادة العددية مضمونة، ليس من خلال التزايد المستمر في عمليات الخلق التالية، بل من خلال الإنتاج الطبيعي للأفراد الجديدة من رصيد الأباء. ولكن قارن مزمور 104: 30.

3-كما أنها تطلب التأييد من الموروث من الخصائص العقلية والصفات العائلية، والتي هي ملحوظة في الكثير من الأحيان بالضبط مثل الشبه المادي، والتي لا يمكن أن نعتبر أنها بسبب التعليم أو المثال، حيث أنها واضحة حتى عندما لا يعيش الآباء لتربية أبنائهم.

4- وأخيرًا، يبدو أنها تقدم الأساس الأفضل لشرح وراثة الفساد الأخلاقي والروحي، والذي هو موضوع النفس وليس الجسد. من الشائع جدًا الدمج بين الانتقال والنظرية الواقعية لاحتساب الخطية الأصلية.

الاعتراضات على نظرية الانتقال.

يمكن أن تُدفع عدة اعتراضات ضد هذه النظرية:

1- هي تُضاد العقيدة الفلسفية الخاصة ببساطة النفس. فالنفس هي مادة روحية نقية لا تقبل القسمة. يبدو أن انتشار النفس سيوحي بأن نفس الطفل فصلت نفسها بطريقة ما عن نفس الآباء. وعلاوة على ذلك، فالسؤال الصعب يطرح نفسه، ما إذا كان منبعها نفس الأب أم نفس الأم. أم تأتي من كليهما، وإن كان الأمر كذلك، أوليس هذا مركب؟

2- حتى نتجنب الصعوبة المذكورة للتو، فيجب أن نتجه لنظرية من ثلاثة نظريات:

  • أ- أن نفس الطفل كلن لها وجود مسبق، نوع من الوجود المسبق.

  • ب- أن النفس من المحتمل أن تكون موجودة في بذرة الرجل أو المرأة، أو كليهما، وهو المادية.

  • ج- أو أن النفس تأتي، أي تُخلق بطريقة ما، من قبل الآباء، مما يجعلهما خالقون بطريقة ما.

3- هي تكمل على افتراض أنه، بعض الخليقة الأصلية، يعمل الله فقط بوساطة. وبعد ستة أيام الخلق توقف عمله في الخلق. وعملية خلق الأنفس المستمرة، بحسب دليتش، لا تتماشي مع علاقة الله بالعالم. ولكن يمكن أن نطرح السؤال، فماذا سيحدث اذًا، لعقيدة التجديد، والتي لا تحدث من خلال اسباب ثانية؟ (أنظر يوحنا 3: 1-8، تيطس 3: 5).

4- هي مرتبطة بنظرية الواقعية بشكل عام، بما أن هذا هو الطريق الوحيد الذي تفسر من خلاله الذنب الأصلي. ومن خلال هذا، فهي تؤكد على الوحدة العددية لجوهر كل الأنفس البشرية، وهو موقف لا يمكن الدفاع عنه، كما أنها تفشل في إعطاء الرد المُرضي على السؤال: لماذا نعتبر البشر مسؤولون فقط عن الخطية الأولى لآدم، وليس عن خطاياه اللاحقة، ولا عن خطايا باقي أسلافهم.

5- وأخيرًا، فبالشكل الذي أشرنا إليه حالًا، فهي تقود إلى صعوبات لا يمكن تخطيها في الكريستولوجي (أي ما يختص بشخص وعمل المسيح). فإن أخطأت الطبيعة البشرية ككل في آدم، وبالتالي كانت هذه الخطية هي الخطية الفعلية لكل جزء من الطبيعة البشرية، فالنتيجة التي لا يمكن أن نهرب منها هي أن الطبيعة البشرية للمسيح كانت طبيعة خاطئة أيضًا ومذنبة لأنها أخطأت بالفعل في آدم.

نظرية الخلق

تؤكد نظرية الخلق على أن الله يخلق النفس عند لحظة الحمل (أنظر أدناه). وكل نفس تُخلق ex-nihilo (من العدم) لكل شخص على حدى، وتُخلق فورًا ومباشرة على يد الله (تكوين 2: 7، عدد 16: 22، مزمور 12: 7، 139: 13-14، جامعة 12: 7، إشعياء 42: 5، 57: 16، إرميا 1: 5، زكريا 12: 1، عبرانيين 12: 9).

يشرح بركوف:

الحجج المؤيدة لنظرية الخلق.

ما يلي هي الاعتبارات الأكثر أهمية والتي تؤيد هذه النظرية:

1- تتماشى هذه النظرية بشكل أفضل مع الصورة السائدة في الكتاب المقدس أكثر من الانتقال. فقصة الخلق الأصلية تشير إلى تمييز واضح بين خلق الجسد وخلق النفس. فالواحد أُخذ من الأرض، بينما يأتي الآخر من الله مباشرة. ويتم الحفاظ على هذا التمييز عبر الكتاب المقدس، حيث لا يتم تمثيل الجسد والنفس على أنهما من مادة مختلفة فقط، ولكن على أن لكليهما أصول مختلفة أيضًا، جامعة 12: 7، إشعياء 42: 5، زكريا 12: 1، عبرانيين 12: 9، قارن مع عدد 16: 22. وعن الجزء في رسالة العبرانيين، يقول دليتش، بالرغم من كونه يتبع نظرية الانتقال: "بالكاد يمكن أن يوجد نص اثبات لنظرية الخلق أكثر كلاسيكية من هذا".

2- من الواضح أن هذه النظرية تتماشى بشكل أفضل مع طبيعة النفس البشرية أكثر من نظرية الانتقال. فطبيعة نفس الإنسان الغير مادية والروحية، والتي هي لا تتجزأ بالتالي، والتي يعترف بها عادة كل المسيحيين، يتم ادراكها بشكل واضح من قبل نظرية الخلق. نظرية الانتقال، من الناحية الأخرى، تفترض اشتقاق من الجوهر، الأمر الذي، كما هو مُعترف به بشكل عام، يوحي بالضرورة بانقسام أو تجزّء للجوهر.

3- هي تتجنب اخفاقات نظرية الانتقال في الكريستولوجي وتوفي البيان الكتابي حقه فيما يختص بشخص المسيح. فقد كان إنساناً حقاً، يمتلك طبيعة بشرية حقيقية، وجسد حقيقي ونفس عقلانية، وهو مولود من امرأة، وجُعل مثلنا في كل الجوانب، ومع ذلك، بدون خطية. هو لم يشترك، مثل كل البشر الآخرين، في ذنب ودنس إثم آدم. وهذا ممكن لأنه لم يشترك في نفس الجوهر العددي الذي أخطأ في آدم.

الاعتراضات على نظرية الخلق.

إن نظرية خلق النفس تتعرض للاعتراضات التالية:

1- أخطر اعتراض قاله سترونج بالصيغة التالية: "إن هذه النظرية، إن سمحت بأن النفس تمتلك في الأصل ميول فاسدة، فهذا يجعل الله صانع الشر الأخلاقي بشكل مباشر، وإن تمسكت بأن النفس خُلقت نقية، فهي تجعل الله صانع الشر الأخلاقي بشكل غير مباشر، عن طريق تعليمها بأنه وضع هذه النفس النقية في جسد سيفسده بدون شك".

وهذه هي صعوبة خطيرة بدون شك، وتُعتبر عادة الحجة الحاسمة ضد نظرية خلق النفس. وقد دعا أغسطينوس بالفعل إلى الانتباه لحقيقة أنه على نظرية الخلق أن تتجنب هذا المأزق. ولكن يجب أن يكون في ذهننا أن نظرية الخلق لا تعتبر، مثل نظرية الانتقال، الخطية الأصلية كموضوع ميراث بشكل كامل. فنسل آدم هم خطاة، ليس كنتيجة كونهم قد اتحدوا بجسد خاطئ، ولكن بسبب حقيقة أن الله يحتسب إليهم عصيان آدم الأصلي. ولهذا السبب يحجب الله عنهم البر الأصلي، ويتبع ذلك دنس الخطية بشكل طبيعي.

(2- هي ترى أن الأب الأرضي يُحضر جسد ابنه فقط، -وهو ليس أهم جزء في الطفل بكل تأكيد-، وبالتالي، فهي لا تحتسب عودة ظهور الصفات الذهنية والأخلاقية للآباء في الأبناء. وعلاوة على ذلك، فإنه بالتمسك بهذا الموقف، تُنسب للوحوش قوى للتكاثر أنبل من الإنسان، لأن الوحوش تتكاثر بحسب نوعها.

الاعتبار الأخير ليست له أهمية كبيرة. وبالنسبة للتشابه العقلي أو الأخلاقي بين الآباء والأبناء، فلا يجب أن نفترض بالضرورة أن تفسيرها الوحيد هو الوراثة. فإن معرفتنا بالنفس مازالت ناقصة جدًا عن أن نتحدث بثقة كاملة فيما يختص بهذا الأمر. ولكن هذا التشابه يمكن أن نشرحه جزئيًا بمثال الآباء، وجزئيًا بتأثير الجسد على النفس، وجزئيًا بحقيقة أن الله لا يخلق كل الأنفس متماثلة، ولكنه يخلق في كل حالة محددة نفس تلائم الجسد الذي ستتحد معه والعلاقة المعقدة التي سيتم تقديمها لها.

3- هي لا تتناغم مع علاقة الله الحالية بالعالم وطريقة عمله فيه، اذ تعلم عن نشاط خلق مباشر لله، وبالتالي تتجاهل حقيقة أن الله يعمل الآن من خلال الأسباب الثانية وأنه توقف عن عمل خلقه. وهذا الاعتراض ليس اعتراض خطير لهؤلاء الذين ليس لديهم فهم ربوبي للعالم. فهو افتراض بلا مبرر أن الله توقف عن كل أنشطة الخلق في العالم.

ومع أن بركوف اعترف بأن الحجج متوازنة جدًا على كلا الجانبين، وأنه يجب التمسك بالحذر، إلا أنه فضل نظرية الخلق. فقال:

شكل من أشكال نظرية الخلق يستحق التفضيل. فيبدو لنا أن نظرية الخلق تستحق التفضيل بسبب:

1- هي لا تواجه صعوبات فلسفية لا يمكن التغلب عليها، والتي تُثقل نظرية الانتقال.

2- هي تتجنب الأخطاء الكرستولوجية التي تتضمنها نظرية الانتقال.

3- هي الأكثر تناغمًا مع فكرتنا عن العهد.

في نفس الوقت، فإننا مقتنعون أن عملية الخلق الإلهية في صنع أنفس بشرية يجب أن تُرى على أنها مرتبطة جدًا بالعملية الطبيعية لإنتاج أفراد جديدة. فنظرية الخلق لا تدعي أنها قادرة على حل كل الصعوبات، ولكن في الوقت نفسه، فإنها تخدم كتحذير ضد الأخطاء التالية:

1- أن النفس قابلة للقسمة.

2- أن كل البشر من نفس الجوهر عدديًا.

3- وأن المسيح أخذ نفس الطبيعة العددية التي سقطت في آدم.

روابط ذات صلة:

في لحظة الحمل
الجسد والنفس في الكتاب المقدس: ماذا أكون أنا؟

المراجع:

Berkhof, L. (1938). Systematic Theology. Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co.

أجاب على هذا السؤال: د. جوزيف ر. نالي

الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.