زمن بداية الحياة الأبدية

تعد الحياة والحياة الأبدية موضوعًا ذات أهمية في كلمة الله. وبالطبع يعلِّم الكتاب المقدس بأننا سنحيا إلى الأبد، سواء في شركة مع الله في السماء أو في السماوات الجديدة والأرض الجديدة بعد هذا. وبالنسبة لمن رفضوا الله، فهم أيضًا سيحيون إلى الأبد في الجحيم في انفصال عن الله. لكن حين نتحدث عن الحياة الأبدية، نقول إنها طبيعة حياة، هي حياة الله نفسه التي يعطيها لمن يحيون في شركة طاعة معه ويؤمنون به. ويوضح إنجيل يوحنا هذه الأمر جيدًا، فيطلق على نوال هذه الحياة مصطلح الولادة الثانية. وأن هذه الحياة، كما يصورها الإنجيل بشكل قوي للغاية، محفوظة من قبل المسيح نفسه الذي هو خبز الحياة، والذي يعطي ماء الحياة، أي الروح القدس. ويتبين لنا أننا نحصل على هذه الحياة فقط باتحادنا بالمسيح، كما جاء على سبيل المثال في يوحنا 15 في مثل الكرمة والأغصان، حيث أننا نحن الأغصان وهو الكرمة، ولهذا فنحن نستقبل حياتنا منه هو وحده. وهكذا، هذه الحياة الأبدية التي يعطيها الله، أي حياته التي يعطيها لمن يضعون ثقتهم في المسيح ويحيون في شركة طاعة، هي الحياة الأبدية. وبالتالي هذا يعني من جهة ما أن هذه الحياة موجودة دائمًا في الله، وهذا هو الشيء الرائع الذي يعدنا الله به، وهو أن يضع حياته بداخلنا حتى نصير، بصورة تفوق كل شرح أو تفسير، أبناء الله ونحيا في شركة معه. وهذا هو فرحنا أن من هذه الحياة الأبدية ومن هذه الشركة ينبع فرح وابتهاج الحياة المسيحية.