طرق لمعرفة الله

لقد عرفت في السنوات الأخيرة قيمة كتابات أستاذ الفلسفة في أحد الجامعات. واسم عائلته بودتسيزتسفسكي، وقد كتب كتابًا عن الناموس الطبيعي وموضوع كون أنه مختوم على قلوبنا بطريقة ما أنه يوجد إله، وأننا لا نقدر أن نعرفه إلا إن جعل هو نفسه معروفًا. ويوجد منذ وقت طويل أستاذ هنا في كلية لاهوت كونكورديا في سانت لويس، واسمه مارتن فرانتسمان، وقد كتب مقلًا، وهو سلسلة من الأطروحات حول ما أسماه علم تفسير عصر الإصلاح، وهو مبادئ للتفسير، ويمكن تلخيصها فعليًا في ثلاث طرق جعل الله من خلالها نفسه معروفًا. وسوف أذكرهم من الطريق الأشمل إلى الأضيق نوعًا ما ثم سأرى إن كنت أقدر أن أتحرك بالعكس من الأضيق للأشمل مرة أخرى. فمن الأشمل إلى الأضيق، أشمل طريقة هي الكلمة، أي الكتاب المقدس. إذ يؤمن المسيحيون أن لدينا عهدان، وكتاب مقدس واحد، وأن الله يجعل شخصيته معروفة، أي، أي إله هو؟ أحد الأجزاء الكتابية المفضلة لديَّ هي أشعياء 40-48 حيث يضع الله نفسه في قفص الاتهام بطريقة ما، في جو غرفة المحكمة ويحاكم نفسه، إن جاز التعبير، ويزيل بشكل نظاميّ نوعًا ما أي فكرة في وجود إله آخر. نعم، وأنت تعلم أنه يتكلم هنا من خلال النبي إلى شعبه اليهودي ويحاول أن يجعلهم يتذكرون أن هذا هو الإله الذي عمل بالنيابة عنا، وأنه يمكننا الاعتماد عليه ليعمل في المستقبل أيضًا. ومن الكتاب المقدس، أتحرك إلى الإنجيل. فإن الإنجيل له رسالة: الكلمة التي عن المسيح، كلمة المسيح، وما تستلزمه، ولما نحتاج للإنجيل فيما يختص بكوننا غرباء عن الله بسبب الخطية، وكيف أن الله وفر العلاج لهذا. ثم الطريقة المحورية التي جعل الله نفسه معروفًا من خلالها، وهذا بالمفهوم التاريخي أيضًا بطريقة ما، وهي في شخص يسوع المسيح، الذي هو الله المتجسد: "الكلمة صار جسدًا وحل بيننا". والآن، بطريقة ما، ونوعًا ما، لا أعرف إن كان وجوديًا أم أونتولوجيًا، فإن معرفة يسوع المسيح، ومعرفة الإنجيل، هي الأمور التي تأتي أولًا، لأن الرجوع إلى المركز وجوديًا، أظن أننا نبدأ بالفعل بالرب يسوع. من الصعب في بعض الجوانب أن نميز بين يسوع والإنجيل، لأنه هو الذي يحكي عنه الإنجيل، وهو موضوع الإيمان. ولكن من هناك، كما تعلم، عندما نعرف من هو الله من خلال الشخص الذي جعله معروفًا بطريقة فريدة، ثم من خلال العناصر الأخرى التي يتكون منها الإنجيل والتي يصفها، ثم في النهاية من خلال الكتاب المقدس. فإن شخصية الله هي، نحن نكتشف أنها، كما تعلم، الجانب الصحيح من الله، أي الطريقة التي يريد بها هو أن يكون معروفًا. فحتى في العهد القديم نكتشف كيف أن الله يريد أن يكون معروفًا لدى شعبه في العهد القديم من خلال رؤيته عبر العدسة التي هي يسوع المسيح. وبالتالي، هذا أمر حاسم. وكمسيحيين، فهذا ما نتمسك به، وهو يقين أنه بمعرفة المسيح المخلص، فإننا نعرف الله كالمخلص، ونحن نعرف الآن الشخص الوحيد الذي هو الله، والذي يعلن عن نفسه كالله.