لماذا يجب علينا أن نقرأ الدراسات النقديّة

يجب على الإنجيليين أن يتعرفوا على المناهج النقدية لأسفار موسى الخمسة لأنه بينما تقرأ التفسيرات، وبينما تقرا الأدب ستتعرض لها. تحتاج أن تفهم خلفية بعض من الأمور التي قيلت حتى تعرف الافتراضات المسبقة والمنهجيّة. في بعض الأحيان نجد أن بعض مفسري الكتاب المقدس أو القساوسة قد لا يدركون أنهم يقتنعون بمنهاج نقدي والذي قد ينتهي إلى التقليل من الإيمان عند مستمعيهم أو في إيمانهم إن لم يفهموا الخلفية وراءه.

لذا، فإن سفر التثنية هو اختبار جيد لأنه يُقال لنا ستة مرات في السفر أن موسى ألقى هذه الخطبة المعينة، ثم بعدما ينتهي من خطبة من الخطب في السفر يقول لنا أن موسى يسلم عظته، أو توراته، أي إرشاداته، إلى الكهنة. ثم أخذ الكهنة هذه الخطبة المكتوبة، ويُقال لنا العديد من المرات في السفر، أنهم حفظوها في تابوت العهد، أو وضعوها إلى جانب تابوت العهد، ثم أرشدهم موسى أنه كل سبعة سنوات يجب أن يأتي الإسرائيليون وعليهم أن يخرجوها ويقرأوها على أمة إسرائيل. وما يقوله السفر ذاته لنا إذاً، هو جزء من عملية حفظ النص، هو أن موسى كان عنده سلسلة من الخطب التي كتبها، وألقاها شفهية، ثم أسلم هذه النصوص إلى الكهنة الذين حفظوها. إذًا، فمن الواضح أن ما نسميه الآن سفر التثنية مصنوع في الأصل من أجزاء أدبية عديدة ومختلفة والتي سلمها موسى إلى الكهنة، وعند نقطة زمنية محددة، وقد يكون على يد هؤلاء الكهنة، أو لا نعلم من قام بهذا الأمر، تم جمع هذه الخطب التي كان موسى قد كتبها وسلمها لهم، فجمعها معًا وأعطانا سفر التثنية. الآن، في بداية السفر، الإصحاح 1 والأعداد 1-5، لدينا سرد: هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وفي نهاية السفر لدينا سرد في صيغة الغائب عن موت موسى، فهو يعطينا نوع من الخاتمة للسفر. ولأنها تقول لنا أن موسى كتب هذا الناموس على الجانب الآخر من الأردن، وبالطبع، لأن موسى لم يعبر إلى هذا الجانب من الأردن فيبدو أن يد أخرى كتبت هذا الجزء. فيصبح السرد في ضمير الغائب هذا هو الجسر عبر السفر والذي يصل الخطبة بالخطبة الأخرى، حتى نقدر أن نرى، إن أردت، عملية التجميع، التي قام بها شخص ما في وقت ما ونحن غير متأكدين تمامًا من قام بهذا الأمر أو متى تم تجميع هذه المواد التي أعطاها موسى للكهنة ثم أعطانا سفرنا.