البناء الأدبيّ لقصص يعقوب
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

البناء الأدبيّ لقصص يعقوب

السؤال:
ما هو البناء الأدبيّ الأشمل لقصص يعقوب في تكوين 25: 19-37: 1؟
الإجابة:
في أي وقت نتحدث فيه عن التقسيم الأدبيّ لمقطع أو جزء من العهد القديم، يجب أن نتذكر أن كتّاب الكتاب المقدس، باستثناءات نادرة، لم يكتبوا قصصهم أو أشعارهم وما إلى ذلك، بوجود تقسيم أدبيّ للقصة في ذهنهم. وكأنهم يفكرون، أنا أكتب الآن في الجزء الأول. والآن أنا في الجزء الثاني. والآن في الجزء الثالث. ولكن، ما نتحدث عنه هو ما قاله المفسرين عند النظر إلى النصوص التي كُتبت ووجدوا أنماطًا أمكنهم التعرف عليها، مما يعني إذًا، أن كل تقسيم يستخدم المعايير المحددة لتحليل البناء والروابط المنطقية. وبناء على أية معايير تستخدم، فستصل إلى تقسيمات أدبيّة مختلفة.

إحدى المعايير التي يمكنك أن تستخدمها هي معيار الاتزان، أو الصدى، أو الانعكاس، أو المتوازيات، ما بين المقاطع السابقة والمقاطع اللاحقة. وعندما نتحدث عن قصة يعقوب، فالوضع هنا بكل تأكيد أنه يمكننا أن نرى بكل صراحة، ووضوح، أن قصة يعقوب تنقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية. الجزء الأوسط للإصحاحات 29-31 يتحدث عن الوقت الذي قضاه يعقوب مع لابان. هذا هو الجزء المحوري من هذه القصة لحياة يعقوب لأنك تجد قبلها الأحداث بين يعقوب وعيسو، وبعدها تجد الأحداث المختصة بيعقوب وعيسو. إذًا، فمن الواضح، أن قصة يعقوب تنقسم إلى هذه الأجزاء الثلاثة، والجزء الأول يرتبط بعلاقة متبادلة بالجزء الأخير، والجزء الذي في المنتصف، الذي يتحدث عن يعقوب ولابان في الإصحاحات 29-31 هو مثل المفصل أو الجزء الانتقالي بين الجزء الأول هذا والجزء الأخير هذا.

ويمكنك أن تُسمي هذا توازي عكسي، إن أردت، وأن تقول إن الجزء المحوري هو الذي فيه يتقاطع الجزأين الآخرين وما إلى ذلك، ولكن عندما تجد المزيد من المتوازيات ذات التفاصيل الأكثر، بين المقطع الأول والأخير مثلًا مثلما هو الحال مع قصة يعقوب، فستأتي إلى استنتاج أنه بما أن لديك ما يكفي من هذه المتوازيات، فيمكنك فعلًا أن تسميه "توازي عكسي متعمد"، حيث يفكر الكاتب قائلًا: "لقد قمت بهذا. وهذا. وهذا في الجزء الأول، والآن سأقوم بكتابة هذه الأمور التي لها علاقة تبادلية ما بالجزء الأول".

إلا أن أكبر مشكلة، في التعرف على التوازي العكسي هي في طريقة تعامل البشر معه، وطريقة فهمهم لأهميته التفسيريّة. من الطبيعي، أنه يبدو أمر حتمي نوعاً ما أن يريد البشر أن يقولوا إن الجزء المحوري من التوازي العكسي هو أهم جزء. ولكن هذه ليست هي الحال دائمًا بكل بساطة. ففي حالة قصة يعقوب، سيصعب أن نثبت أن وجود يعقوب ولابان معًا، هذا المقطع المتوسط في حياته، هو الجزء الأهم من قصة يعقوب. بل الطريقة الأفضل لتحليل هذا هي في القول بأن هذا الجزء هو الأهم من منظور ملاحظة بناء التوازي العكسي الأدبي، أي ارتباط هذا الجزء بشكل متبادل مع جزء آخر. وبسبب هذه الروابط التي تظهر من هذا النوع من البناء، يصبح لديك الفرصة أن تقارن وتقابل المقاطع المرتبطة بعضها ببعض. وهذا هو الأمر المهم فيما يتعلق بقصة يعقوب. ترتبط الأجزاء الأولى من حياة يعقوب بالأجزاء الأخيرة من حياته، وعندما ترى هذه العلاقات المتبادلة، والتي تشمل على كل من التضاد والمقارنات، عندما ترى كلا من المقطعان معًا وتبرز العلاقات بين هذين المقطعين المختلفين، تصبح لديك الفرصة لكي ترى ما يريد موسى أن يؤكد عليه ككاتب في كل من هذين المقطعين. المقارنات والتضاد، هذا هو مفتاح فهم أهمية التوازي العكسي.

أجاب على هذا السؤال: د. ريتشارد إل. برات

الدكتور ريتشارد إل. برات، الابن هو مؤسس ورئيس خدمات الألفيّة الثالثة وأستاذ زائر للعهد القديم في كلية اللاهوت المُصلَحة (Reformed Theological Seminary)، بمدينة اورلاندو، ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكيّة.