التنوع بين أسباط إسرائيل

مع كون موضوع الوحدة وسط شعب الله مهم بمقدار أهميته في قصة يوسف واخوته، إلا أنه علينا أن نتذكر أيضًا أن سبب التركيز على الوحدة هو أنهم متنوعون. وفي الحقيقة، فالتنوع في قصة يوسف وإخوته هذه، ليس سلبي فقط، بل هو إيجابي أيضًا. على سبيل المثال، في الإصحاحات 48 و49، حيث يعطي يعقوب بركته لأولاده. فالإصحاح 48 هو عن يوسف، وهو مقسم. في الحقيقة، فإن يوسف يحصل على النصيب المضاعف لإفرايم ومنسى. إفرايم ومنسى هما أحفاد يعقوب، ويُعاملان بالتساوي مع باقي الأسباط. والآن، نرى التنوع هنا، وهي مشكلة لكل الأعمام، إذ أن، باقي الأسباط كانت يجب أن تُعامل بضعف أهمية إفرايم ومنسى بالمنطق. ولكن الإصحاح 48 يقول بصراحة أن هذا ما أمر به الله ويعقوب الجد.

ثم، عندما نصل إلى الإصحاح 49، نجد أن كل واحد من الأسباط يُعطى دورًا محددًا، ومكانًا محددًا، ويُقال عنه الأمور المحددة، الإيجابية والسلبية. وهذه البركات التي يعطيها يعقوب لأبنائه، في العديد من الجوانب، فعليًا، تؤسس حقيقة أنه سيكون هناك تنوع بينهم، وإن كان على شعب الله، وهم يتحركون تجاه أرض الموعد في أيام موسى، أن يعيشوا بحسب ما يريده الله منهم، فلا يجب أن يكونوا معًا وكأنهم كلهم سيتشابهون ببساطة، وكأنهم كلهم سيعيشون في نفس المكان بالضبط ومع نفس المسؤوليات كلها ونفس المميزات. كلمات يعقوب، ليوسف، ولإفرايم ومنسى أيضًا، في الإصحاح 48، ثم في الإصحاح 49، إلى باقي أبناء يعقوب، هذه الإصحاحات تُثبت أنه سيوجد تنوع بينهم. ولكن في وسط هذا التنوع، عليهم أن يتحدوا، كما تسرد لنا باقي القصة.