التمتع بالفعل بالملكوت، مع التوق للمجيء الثاني
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

التمتع بالفعل بالملكوت، مع التوق للمجيء الثاني

السؤال:
ما الذي يقصده اللاهوتيون بمصطلح "الأخرويات التي بدأت"؟
الإجابة:
تسمع اللاهوتيون يستخدمون تعبير "الأخرويات التي بدأت". وما يشيرون إليه هو طريقة لفهم ما وصفه كتّاب العهد الجديد عندما تحدثوا عن مغزى المجيء الأول للمسيح، تجسده، وموته على الصليب، وقيامته. وعلاقة هذا بطريقة فهم نهاية الأمور، أو العصر الأخير- "الأخرويات" وهو المصطلح التقني له- عصر المسيا، الملكوت المسياني. والأمر الذي يجده هؤلاء اللاهوتيون، في العهد الجديد، هو أنه يوجد صراع، حيث يوجد من الناحية، ما يبدو أنه تصريحات عن المجيء الكامل للملكوت المسياني، أنه هنا، أنه أتى، وأن المظاهر المرتبطة بهذا العصر العظيم المرتقب –حضور الروح القدس، الأمم الآتية لعبادة الله، حدوث القيامة- أن هذه الأمور كان من المفترض أن تكون جزءًا من "مجيء هذا العصر". وبالتالي، بطريقة ما، قد بدأ ذلك. لقد تم تأسيسه، هذه هي الفكرة. ولكن في الوقت نفسه، يشعر المؤمنون بالشد والجذب بين هذا وبين انكسار هذه الخليقة. فمازال البشر يمرضون. مازال البشر يموتون. مازال البشر يخطئون. مازال الشيطان طليقًا. يوجد هذا الجانب الذي يوضح كيف أن الملكوت لم يأتي بالكامل بعد، أو لم يكتمل، هذه هي الفكرة، أن العصر الشرير مازال موجودًا. وبالتالي، فهذا التعليم الذي تجده في العهد الجديد حيث، يتحدث بولس، على سبيل المثال، عن الخلاص والفداء والمصالحة وكأنها حدثت بالفعل، ثم مباشرة تقريبًا يتحدث لك على أنها ستأتي، وهذه هي الفكرة المسماة "الأخرويات التي بدأت". تسمع أيضًا أنه يتم الإشارة إليها "بالآن، وليس بعد". فقد حدثت بالفعل، ولكنها لم تحدث بعد، أي أنها لم تأتي بشكل كامل بعد.

وهذا المفهوم، الذي لدى كتّاب العهد الجديد، يقابل بشدة ما تراه في الفكر اليهودي الرئيسي في فترة الهيكل الثاني، وخصوصًا وسط الفريسيين. الفكرة كانت أنه يوجد عصر شرير، وفي نهاية العصر الشرير سيأتي العصر المسياني. والأمر في الأساس هو مجرد عصرين. ولكن ما يتحدث عنه العهد الجديد هو أنه يوجد عصر شرير، ويأتي على هذا العصر عصر المسيا، ولكن يوجد تداخل بين العصرين لفترة معينة، يوجد أناس يعيشون بين العصرين. مصير العصر الشرير هو الاندثار ونحن نترقب الزمان الذي لن يوجد فيه سوى الملكوت كاملًا فقط. يتحدث يسوع المسيح عن هذا الأمر في إنجيل يوحنا. فكر في قصة موت لعازر ومجيء يسوع المسيح لإقامته من القبر، وقبل أن يصل تقابله أخت لعازر، مرثا، وناشدته: " لَوْ كُنْتَ ههُنَا لكانت الأمور مختلفة." ويقول لها الرب يسوع: "سيقوم أخوك مرة أخرى." وهي تقول: "أعلم، أعلم، في اليوم الأخير." فهي تفكر داخل المفهوم الأخروي للعصر الشرير، وأنه في النهاية سيكون هناك عصر جديد تحدث فيه القيامة. ولكن يسوع يريدها أن تفهم المزيد، هو يريد منا أن نفهم أمورا أكثر جدًا، أنه ليس في نهاية التاريخ، ستحدث هذه القيامة، بل أنها ستحدث في منتصف التاريخ وأنها تحدث في يسوع، في مجيئه، أنه هو القيامة، وأنه هو الذي يأتي بهذا العصر الجديد. وأعتقد أن هذا الأمر يؤثر فينا كمؤمنين، أننا لا نفكر في الحياة الأبدية كشيء سيحدث. نحن لا نفكر في الملكوت كشيء سيأتي بعد، بل أننا نتمتع بالفعل بالدهر الأبدي، نحن نعيش بالفعل في هذا الملكوت. وفي الوقت نفسه، نتوق وننتظر المجيء الثاني العظيم، اليوم الثاني حيث سيأتي المسيح بمجده، عندما تقود الأخرويات التي بدأت إلى فقط ملكوت الله كاملاً.

أجاب على هذا السؤال: Dr. Mark A. Jennings

Dr. Mark Jennings teaches New Testament at Gordon-Conwell Theological Seminary in Boston MA.