إعادة النظر في نقد الصيغ الأدبية للأناجيل
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

إعادة النظر في نقد الصيغ الأدبية للأناجيل

السؤال:
كيف يجب على الإنجيليين أن يُجيبوا على الاتهام بأن الأناجيل مبنية على تقاليد شفهية مغلوطة؟
الإجابة:
معظم دراسات القرن العشرين للأناجيل ندين بها لنقّاد الصيغ الأدبية، الذين كانوا يعملون في بداية القرن العشرين، والذين كانت لهم أفكار محددة جداً عن كيفية انتقال التقاليد عن يسوع، والتقاليد المختصة بتعاليمه، والقصص التي تحكي عنه، بشكل شفهي إلى أن وصلت لكتّاب الأناجيل. وما فعلوه في الأساس، كان أنهم تخيلوا فترة الانتقال الشفهي بين الشهود الأصليين، والذين وجب أن يكونوا هم أساس التقاليد المختصة بيسوع، وكتّاب الأناجيل. وهي فترة الانتقال الشفهي التي تم نقل الأقوال والقصص من شخص لآخر، داخل المجتمعات المسيحية المبكرة. وقد رأوا أن هذه هي عملية من المحتمل أن تكون خلاقة جداً، حيث يمكن لكل أنواع تطورات التقليد أن تحدث، بما فيه الكثير من محتويات الأناجيل التي خُلقت على يد المجتمعات المبكرة. كما أنهم رأوها أيضاً كنوع من العمليات التي يتم من خلالها نقل التقاليد بشكل مجهول. لم يتم اسنادها لبطرس أو يعقوب أو أحد شهود العيان، ولكن هذه المجتمعات كانت تملك هذه التقاليد بطريقة ما ثم نقلته. إذاً، فقد كانت هناك فترة، إن جاز القول، كان يمكن أن يحدث فيها جميع أنواع الأمور التي تؤثر على عملية النقل. أخذ العديد من اللاهوتيين الدارسين للأناجيل هذه الصورة المبدئية ولكن جادلوا بأن عملية النقل كانت محافظة إلى حد كبير، وأنه قد تم الحفاظ على التقاليد بشكل كبير، ولكن سمح الأخرون بجميع أنواع التطورات الخلاقة في هذه الفترة من النقل الشفهي.

أقول إنه قد يوجد نقطتان نقديتان بشأن بهذه الصورة المختصة بكيفية نقل التقاليد. أولهما، أنه يبدو لي، أن نقّاد الصيغ الأدبية تجاهلوا الحقيقة البسيطة جداً، أن شهود العيان، الذين كانوا موجودين في بداية نقل التقاليد، كانوا لازالوا موجودين عبر الفترة التي كانت التقاليد فيها تنتقل شفهياً. فالأمر ليس وكأن هذه الأمور حدثت بمعزل عن إحداها الآخر. فقد كان شهود العيان موجودين. هم أنفسهم استمروا في سرد قصصهم وفي توصيل تعاليم يسوع. لقد كانوا ضامني المصداقية نوعاً ما، والذين يذهب المرء إليهم، حرفياً، إن أراد أن يعرف، بشكل جدير بالثقة، عن التقاليد المختصة بيسوع. وأعتقد أنه بحلول زمن كتابة مرقس لإنجيله على سبيل المثال، والذي هو في الغالب أول الأناجيل، كان من الطبيعي لكتّاب الأناجيل أن يذهبوا لشهود العيان الذين مازالوا موجودين ليأخذ منهم محتوى للإنجيل. لذا، أعتقد ان الدور المستمر لشهود العيان، والذين لم يحل هذا محلهم التقليد المجهول ببساطة، هو حقيقة مهمة جداً.

الأمر الآخر الجدير بالذكر، هو أن نقّاد الصيغ الأدبية في بداية القرن العشرين كانوا يعملون في الغالب على أفضل نماذج للتقليد الشفهي والتي كانت موجودة في ذلك الوقت. ولكننا نعرف الآن أكثر جداً عن التقليد الشفهي. لقد كانت قديرة بالثقة، وتتبع في الغالب الطريقة التي كانت الشعوب تنقل بها قصصها في التاريخ الأوروبي. وبالطبع، هذه هي طبيعة الأمور التي كانت تنتقل عبر القرون. وهذه عملية مختلفة جداً فعلياً، عن نقل تقاليد الإنجيل عبر بعض العقود في عصر العهد الجديد. كما أن القصص الفلكلورية كانت، بطبيعة الحال بحسب تعريفها، تحتوي على عنصر خيالي أيضًا، ومن كانوا ينقلون المحتوى الخيالي كانوا مهتمين بتطويره بشكل خلاق في الكثير من الأحيان. لم يشعروا أنهم مضطرين لتوصيل المحتوى بشكل دقيق. ولكننا نعرف الآن الأكثر جداً عن التقليد الشفهي. لدينا دراسات عن التقليد الشفهي مع كل المجتمعات في كل مكان في العالم، أفريقيا، وأجزاء من آسيا، إلخ، والكثير من المعلومات عن كيفية عمل التقاليد الشفهية. وأحد الأمور التي يمكننا أن نقولها هي... فعلياً، يوجد القليل جداً الذي يمكننا أن نقوله عن التقليد الشفهي بشكل عام. فطريقة حفظ التقاليد الشفهية، ونقلها، والتعامل معها، تختلف كثيراً من مجتمع لمجتمع. ويجب أن نعرف شيئاً عن المجتمع المحدد. ولكن ما نعرفه بالفعل هو أنه إن أراد المجتمع الشفهي أن يحتفظ بتقاليده بأمانة، لأنه يراها تاريخية - ولدى الكثير من المجتمعات الشفهية التمييز بين التقاليد التاريخية والقصص ويتعاملون مع كل منها بشكل مختلف- ولكن إن كان لديهم التقليد التاريخي ويريدون الحفاظ عليه بشكل دقيق، فلديهم الطرق ليقوموا بهذا. على سبيل المثال، قد يكون لديهم تقنيات الحفظ، حتى أنه، في بعض الأحيان، يتم حفظ الأمر بدقة شديدة وبالتفصيل. ولكنهم، سيكون لديهم أيضاً أناس تم توكيلهم بمسؤولية حفظ التقاليد. فالتقاليد ليست بالضرورة تحت رحمة كيفية نقل أي شخص لها. يوجد من هم مسؤولون لحفظها، نوعاً ما. وفيما يختص بالأناجيل، في المجتمعات المسيحية المبكرة، قد نفكر في شهود العيان، أنفسهم، أنهم الأشخاص الطبيعيين الذين وكلت إليهم مسؤولية حفظ التقاليد. لذا، أعتقد أن نقاد الصيغ الأدبية عملوا بنموذج غير ملائم نوعاً ما، ونموذج صارم جداً، يختص بالتقليد الشفهي والذي لا يمكننا أن نبرره الآن فعلياً. نعرف الآن الأكثر جداً عن التقليد الشفهي، ولا يوجد سبب يجعلنا نظن أنه عمل بالطريقة التي يفترضها نقاد الصيغ الأدبية.

أجاب على هذا السؤال: Richard J. Bauckham

Richard Bauckham (M.A., Ph.D. Cambridge; F.B.A.; F.R.S.E) is a widely published scholar in theology, historical theology and New Testament.