كيفية التعامل مع الخلاف حول الملك الألفي
nav
search
globe
monitor
monitor
globe
arrow left

خيارات متقدمة للبحث

إضافة أو حذف أو تحرير مصطلحات البحث:

أي من هذه الكلمات
كل هذه الكلمات
عبارة محددة
Select resource types:
أسئلة وإجابات
فيديو
يجب أن تعرض النتائج:
تفاصيل كاملة
أسماء الكاتب فقط

  Share

كيفية التعامل مع الخلاف حول الملك الألفي

السؤال:
كيف ينبغي أن نتعامل مع المؤمنين الذين يختلفون معنا في تفسيرهم لسفر رؤيا يوحنا؟
الإجابة:
تأكَّدَت الصعوبة الملحوظة لتفسير سفر رؤيا يوحنا، على الأقل منذ إدراجه ضمن الأسفار القانونية. كانت لدى آباء الكنيسة الأوائل براهين جيدة، ومتينة، من التراث الكنسي، على كون الرسول يوحنا هو كاتب هذا السفر؛ لكن إذ لم يفهموا معناه، وتحيروا للغاية بشأن الرؤى التي احتوى عليها، كادوا ألا يُدرجوه ضمن الأسفار القانونية. قطعًا، كان هؤلاء، بعناية الله، فقط يكتشفون ما هو قانوني، ولا يقررونه. لكن بسبب التحير بشأن ما يعنيه سفر الرؤيا، تولدت بعض المقاومة، أو على الأقل بعض التحير، أو بعض التردد، بشأن إدراجه ضمن القانون الكتابي المعترَف به لكلمة الله الموحى بها. وقد كتب جون كالفن تفسيرات لجميع أسفار الكتاب المقدس تقريبًا، عدا سفر الرؤيا، لأنه، بقدر براعته ومهارته كمفسر، أقرَّ قائلًا: "أعجز عن فهم غالبية ما يعنيه". وهكذا، من خلال تلك الخلفية، ربما علينا على الأرجح أن نقترب إلى سفر الرؤيا بقدرٍ من الاتضاع، وبإقرار منا باحتوائه على بعض العناصر المحيرة. من غير اللائق بشكل كبير أن يتقدم أحدٌ إلى سفر الرؤيا، ظانًا نفسه حكيمًا. أعلم أنه توجد في السفر بعض العبارات التي تقول: "من له فهم ..."، لكن دعونا نتذكر أيضًا أنَّ من الخطورة الشديدة أن نكون حكماءً في أعين أنفسنا. لا تكن إذن شديد التسرع في وصف نفسك بالحكيم القادر على تفسير سفر رؤيا يوحنا.

ربما يكون الأحكم إذن أن نقترب جميعًا إلى سفر الرؤيا في إقرار منا بأنه كلمة الله الموحى بها، لكن بكونه يحوي عناصر ستظل على الأرجح محيِّرة إلى أن يأتي يسوع ثانية. نعلم الآن بعد تحقق النبوات المتعلقة بالمسيا وبمجيئه الأول أن لا أحد رأى التتميم كما حدث بالفعل. حسنًا، أدرك بعض المفسرين وجود شقين من الأوصاف؛ إما أنه سيأتي متألمًا أو منتصرًا، لكنهم لم يعلموا كيف. ظن البعض أنه سيختار أيهما سيكون بناءً على طاعتنا أو عصياننا. لكن لم ير أحد مسيا واحدًا، ومجيئين. لم ير أحد مسيا يأتي كإله-إنسان، وسيقوم من الأموات ويتمم بقية النبوات في مجيئه الثاني. تبدو غالبية النبوات اليوم منطقية تمامًا بعد تحققها، لكن لم يرها أحد مسبقًا آتية كما تمت بالتحديد. على الأرجح هذا هو الحال أيضًا من جهة نبوات مجيء المسيح ثانية، والفترة الزمنية الواقعة بين الحاضر والمجيء الثاني، فهي ستبدو منطقية تمامًا بعد وقوعها، لكن لن ينجح أحدنا في تفسيرها مسبقًا.

هناك عنصر آخر أيضًا. أحد النتائج المؤسفة للجدل الحداثي والأصولي، الذي دار في أوائل القرن العشرين، كان إيمان التيار قبل الألفي من بين الأصوليين القدامى بوجوب اعتبار المجيء الثاني للمسيح، والذي به افترضوا مجيئًا ثانيًا حيث سيقام ملكوتٌ أرضيٌّ لمدة ألف سنة، أحد الأساسيات، حتى أنهم أخطأوا في الحُكم على من لم يجزموا بمجيء ثانٍ قبل ألفي، لكن أكدوا على مجيء ثانٍ بالجسد، معتبرين إياهم ليبراليين، أي ينكرون التعليم الرسمي الموثوق للكتاب المقدس، وما إلى ذلك. نشتهر نحن المسيحيون الإنجيليون، الذي نؤمن بالكتاب المقدس، بوضع الحدود الفاصلة، بحسن نية، في الموضع الخطأ. حسنًا، هوذا موقف حدث فيه هذا؛ يوجد حد فاصل بالفعل، لكن من جهة مجيء ثانٍ للمسيح بالجسد، وليس بالضرورة مجيء ثانٍ قبل ألفي. وبإدراكنا ذلك، تصير النبوة الكتابية وتفسيرها مجالًا حيث يمكن أن نتيح المزيد من الحرية لبعضنا البعض، ونجري مناقشات ضليعة، ونسمح بالاختلاف، وطرح الحجج، كل هذا شريطة ألا يكون سلطان الكتاب المقدس على المحك.

أجاب على هذا السؤال:

Dr. Todd Mangum is Professor of Theology and Academic Dean of Biblical Theological Seminary.